لخبطة سياسية واقتصادية وحروب /جريدة حكاية وطن
للكاتب الأستاذ : محمد عبد المجيد خضر
تابعت خلال الأسابيع المنصرمة ما يدور على وجه الأرض التي نعيش عليها جميعًا ، ووجدت شئ عجيب وغريب فليس هناك من احد يسعى الى السلام والامن ، وخصوصا منطقتنا العربية والافريقية واطراف حرب روسيا وأوكرانيًا ، والحقيقة كانت احداث سريعة ومتلاحقة لذلك فانني أقدم ملخص شامل ومختصر ، عما يدور من متناقضات غريبة غريبة غريبة .
الحرب الاوكرانية مثلا معروف دوافعها والنهاية الحتمية، لكن ليس لها حلول في المستقبل القريب بسبب العناد وتصميم الأطراف المختلفة المتورطة في هذا النزاع على الخروج منتصرين ، وهو منطقيا مستحيل والخاسر الاكبر اوكرانيا وشعبها ، لان الغرب يمدهم بالسلاح فيتطاولون على الروس ويضربون في العمق ، وبطبيعة الحال الروس يردون بالقوة الغاشمة ، وذلك مايجعل الدمار في أوكرانيًا هائل جدا ومخيف ، بسبب رئيس يعشق الميكروفونات والتباهي الاعلامي وألغى المصالح العقلانية لحماية بلده وشعبه غره مساعدات الغرب وامريكا له فظن انه يمكن ان يكون بطل قومي اسطوري واجه روسيا ، في المقابل الغرب وأمريكا يفرغون مخازن اسلحتهم القديمة لدعم أوكرانيا ولا يخسرون كثيرا ، لكن يدعون الجيش الاكراني لمواجهة مصيره امام عدو جبار قوي جدا لا يستطيعون المواجهة معه ولا صده ، بما يبرهن على ان القرار ليس بيدهم وانما بيد امريكا والغرب وزليزنسكي حائر بينهم.
انحسارالدور الإيراني بالمنطقة وظهور بشائر تبشر بزوال الهيمنة التي منحت لهم !!؟ ، والتصرف باندفاع وكأنها حلاوة روح مثل دجاجة ذبحت فتتلوى لى ان يتم تسليم الروح ، وذلك من خلال الأحداث الداخلية التي خرجت عن السيطرة فغضب المرشد وتخلص من رموز القوة العسكرية بالاقالة مثل قائد الشرطة ، ايضا الشعب قد تخلص من الخوف وأصبح يواجه بشجاعة رغم كثرة الاعدامات ، والتوجه الدولي لادراج الحرس الثوري ضمن المنظمات الارهابية ، ناهيك عن اتجاه العراقيين للتخلص من السيطرة الإيرانية وخروج الشباب يدعو لطرد ايران وعودة هيبة الدولة العراقية وتقربه الى الحضن العربي ، وقد بدأ باستضافة دورة دول الخليج العربية لكرة القدم ، ومثال اخر من اليمن حيث اندفاع الحوثيين يسارعون الخطى ويلهثون لايجاد موطئ قدم قوي ، خوفا من المستقبل !!!؟ ، ولبنان وسوريا ليسوا بعيدين عن ذلك حتى ولو كان التقدم بطئ .
هناك تحرك هام جدًا وهو عودة الفرقاء الليبيين الى الحضن المصري ، وهو الملجأ الآمن المنزه عن الغرض وهو بيت الاخوة الصادقة والقادرة على التأثير والحماية ، وكان هناك تحرك غير ذي قيمة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته وشرعيته ، بزيارة اللواء ٥٥ التابع لرئيس الوزراء المنتخب فتحي باش اغا ، وفي تصوري ان الدبيبة في وضع لا يحسد عليه حيث يسعى بجهد كبير يصل لحد الخيانة ، واي تصرف غير مسئول كي يحصل على دعم من اعداء ليبيا لاضفاء شرعية على موقفه الغير مرحب به ، من الشعب الليبي ولا من دول الجوار المؤثرة عسكريًا ، فنسأل الله مخلصين لوصول ليبيا العزيزة الى الاستقرار ، وتوجيه جهود الجميع للتطوير والتنمية والنجاح ، والا فهناك خطر التدخل الغربي كما دعت ايطاليا .
فيما يخص السودان ايضا استقبلت مصر أطراف الأزمة وبدا السعي المخلص للوصول الى توافق مفقود منذ زمن ليس بقليل ، حيث قامت مصر بواجبها الوطني والقومي نحو الاشقاء السودانيين ، شريطة ان يقدم كل الأطراف المصلحة الوطنية العامة على المصالح الفئوية الضيقة ، فيجب ان يوجه الجميع اتجاهاتهم نحو التعاون وانكار الذات وتصفية النوايا من أجل سودان قوي ، وان تتوقف فوضى التصريحات لكل من هب ودب ، ومن يدري ومن لا يدري مما يوسع الهوة بينهم ونتمنى للجميع الهدايا .
أخيرا نود القول ان كل ما يدور يؤثر في السلم والأمن الدولي والاقتصاد في كل انحاء العالم ، ومعظمها حروب بالوكالة وادوار مرسومة وموجهة من اياد خفية وبعضها ظاهر جدا ونتساءل الم تنتهي اغراضكم بعد ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .