لماذا تتنازل حماس بشكل مستمرّ لحركة فتح ؟
عبده الشربيني حمام
وقد رحّب البعض بتنازل حماس المستمر خدمةً للمصلحة الوطنيّة لأنّه دليل حرص حماس على التقدّم في اتجاه الانتخابات المقبلة، في حين اعتبره آخرون تنازلًا مُشطًّا إلى درجة الإضرار بسمعة الحركة ومكانتها كحركة قويّة أمام أنصارها وأمام الشعب الفلسطينيّ.
وأشارت صحيفة الأخبار أنّ حماس لم تُعارض رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن في معظم توجّهاته، وقدّمت تنازلا بشأن إجراء الانتخابات على مراحل بدل إجرائها بالتزامن، كما قدّمت تنازلات أخرى متعلّقة بمحكمة الانتخابات، بالإضافة إلى الإفراج عن المعتقلين الأمنيّين الفتحاويّين في غزّة مباشرة بعد دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لذلك.
وقد انتقد عدد من قيادات حماس وكثير من أنصارها الإفراج عن المعتقلين الأمنيّين في سجون غزّة الذين ثبت في حقّهم قضايا أمنيّة متفاوتة الخطورة، وحذّر عدد من الحمساويّين قيادات الحركة العليا من الاستمرار في التنازل إلى الحدّ الذي تتخلى فيه الحركة عن ثوابتها وقيمها المركزيّة.
يُذكر أنّ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو الأكثر تعرّضا للانتقاد في هذا السياق، ويعود ذلك إلى كوْنه يتحمّل مسؤوليّة التنسيق مع فتح وباقي الفصائل الفلسطينيّة في إطار مشروع المصالحة، حيث أشار البعض إلى أنّ العاروري هو الذي يقود سياسة التنازل هذه ودعا عدد من أنصار حماس إلى “وقف هذه المهزلة” واستعادة ألقها وإشعاعها كحركة ذات موقف ثابت وقويّ لا كحركة تابعة وضعيفة.