لما تزدري النفس من هو دونِها
بقلم د.الحسين أحمد الفار
————————————
لما تزدري النفس من هو دونِها
وتميل قرباً للزهي بعينها
قد حار فكري في غريب صنيعها
وجلست أكتب بالأفكار تفسيرا
مترفعٌ عن ميل فكري داخلي
درب التحيز لا أود سبيلا
وسألته بالقول حتي يجيبني
قولاً سديدا ً أبتغي التوضيح َ
أصغيت إنصاتاً لسرد حديثه
حتي ابتدا بالسرد قال وقيلا :
قد صابني الزهد من بعد الغني
حتي غدوتُ مشتتاً وعليلا
أما القريب فقد ألاح بمنِّهِ
ومن الغريب تعجُباً ونفورا
فهجرت من بالمن أكثر قوله
ونزعت ثوب كآبتي تفريجا
فلامني ذا القرب مني وعزَّني
يا ناكراً للفضل أنت عويل؟!
وتقرب القاصي وصار بقربه
مُلاحقاً كالظل يبغي سبيلا
فعلمت أن النفس في أحكامها
عند الشدائد فضَّالة لنفور
ركانةٌ إلي حب الغرور بطبعها
فأعدت زهدي وجتنبت غُرورا
وعلمت أن أصيل الطبع في دنيا
من الناس يشكو حظه منحوسا
فيا أصيل الطبع إن مالت بك الدنيا
ورأيت من طبع النفوس نفورا
فاعلم بأن الصبر تاجٌ صنعهُ
قناعة النفس من صفات ثمينا