لو كنت رئيس حزب.
بقلم عبير مدين
الأحزاب احد أهم الأوراق السياسية على طاولة الحكم في أي دولة تسعى لإنعاش ديمقراطيتها
لكن مصر لعقود طويلة ابتليت بداء الكيان السياسي الواحد وعندما ارادت تجميل الصورة والسماح لبعض النخب بتكوين احزاب سياسية جاءت الصورة باهتة و لم تفي بالمطلوب، فالكيانات السياسية في مصر تستمد قوتها من قوة رئيسها وثقله المادي و الفكري ومقدار ما يقدمه للنظام الحاكم من ولاء
ومنذ ١٩٥٢ تحولت الثقافة السياسية إلى حالة التعبئة الجماهيرية،
وليس التنافس الحزبي بالمعنى المطلوب، وإلى التنظيم السياسي الواحد الذي يدخل تحت عباءة الحكومة والدولة، وليس التعدد الحزبي المنافس للحكومة، والذي يسعى لأنْ يسقطها ويحل محلها وهذا هو الهدف الاحترافي المنشود من إقامة حياة حزبية في أي دولة ترفع الديمقراطية شعار لها
ومع بداية حقبة الرئيس السادات جاءت مرحلة التعددية ، ومعها دخلت مصر في عصر الأحزاب الكرتونية ، ولم تتغير الثقافة السياسية بصورة تسمح بأن يستقر فيها مفهوم الحزب بمعناه السياسي المتعارف عليه في مختلف أنحاء العالم،
وأصبحنا نعيش حالة شاملة من التضليل ألمعلوماتي و الخداع البصري، والوجاهة الاجتماعية الزائفة
وقد اعتقد البعض أن المجتمع المصري بعد ثورة يناير ٢٠١١ سوف يتمخض ظاهرة حزبية تتناسب مع عمق التغيرات التي حدثت في المجتمع، والجيل الجديد الذي خرج لممارسة العمل السياسي و يتمتع بالديمقراطية، ولكن للأسف كانت الثقافة السياسية القديمة أقوى من كل أطروحات الجيل الجديد،
ومن ثم تمخضت المرحلة عن ظاهرة حزبية هي أكثر بُعداً عن مفاهيم الأحزاب المتعارف عليها عالميًّا، واستطاعت الثقافة السياسية التي ترسخت في نصف القرن السابق أن تفسد كل مفاهيم التطور والتغيير، وأن تبتلعها وتعيد إنتاجها ضمن منظومتها البالية المتوارثة من عصر الحزب الواحد والتعددية الحزبية المقيدة والأحزاب الورقية، وأصبحنا أمام حقائق وظواهر متعددة للحزب ليس من بينها الحزب السياسي المتعارف عليه في عالم اليوم.
فالواقع الثقافي في مصر يقول إن الحزب قد يعني شريحة مجتمعية تتقدمها نخبة تجمعهم أفكار وإيديولوجيات واحدة ؛ لأن الانتماء للحزب يعني تلقائيًّا نافذة سياسيًّا قادرة على التواصل المباشر مع الدولة وأجهزتها، وفي الوقت نفسه قادرة على تحقيق أنواع مختلفة من المصالح من خلال علاقاتها الشخصية ونفوذها الحزبي السياسي.
كيف يصنع الحزب ظهير شعبي؟
في البداية هناك فرق بين أعضاء الحزب وبين قياداته
فقبول عضوية الأعضاء في البداية يجب أن يبدأ من القرى و الأقاليم ممتدا قوته و شبابه من شبابهم علاوة على أن العصبية القبلية مازالت تحكم العائلات في هذه المناطق فنجد عند خوض أي انتخابات تنحاز العائلة لمرشحها حتى وان كان منافسه هو الأصلح والأقدر فنجد المرشح ينجح حتى بدون تقديم برنامج انتخابي ذو معالم !
أما قيادات الحزب فيجب أن يتم اختيارها على أساس الكفاءة و ما الذي يمكن أن يضيفه هذا القيادي للحزب فيجب أن يكون القيادي إضافة للحزب ومكسب فالحياة الحزبية تشبه اندية الرياضة كلما كانت الاضافة قوية كانت المنافسة قوية وشهد الملعب السياسي مباريات فكرية ممتعة فتوظيف القيادي في الملعب السياسي يستلزم الكثير من الذكاء لان عن طريقه يجتذب الحزب مزيد من الشعبية فكلما كانت القيادات شخصيات عامة محبوبة كلما لمع نجم الحزب في عين رجل الشارع
الاحزاب السياسية فقيرة في مواردها المادية والبعض منها يعتمد على تقديم خدمات وهذا جيد فالمواطن البسيط يحتاج من يمد له يد العون من خلال قوافل طبية مجانية و صرف تذاكر العلاج باسعار مخفضة و تقديم مجموعات تقوية باسعار رمزية لاولاده وغيرها من الخدمات ويحتاج ايضا ان يشعر بان الحزب يسانده فيما يعاني من ضغوطات فيجب ان تكون سياسة الحزب منحازة للمواطن اذا تعرض لضغط من الحكومة ولا يجب ان تعلن انحيازها على استيحاء من الحكومة بل يجب ان يكون الانحياز بقوة يشعر بها المواطن يشعر ان هذه النخبة تشعر بمعاناته ولا تخشى في الحق لومة لائم
فوظيفة الحزب الاساسية ورقة ضغط على الحكومة من خلال قوة قياداته وقوة الحشد الشعبي لمؤيديه
فالحزب لكي يكون له ظهير شعبي قوي يجب ان يكون قوي هو الأخر قوي في الدفاع عن قضايا المواطنين بما لا يهدد امن الوطن
ولا يوجد ما يسمى حزب ثقافي و حزب اجتماعي و حزب خدمي مفهوم الحزب يختلف عن مفهوم الجمعيات الخيرية و الأهلية و الاستهلاكية
فخلط هذه المفاهيم ببعضها ينتج لنا كيان مشوه لا يقتنع به رجل الشارع ولا يعيره النظام الحاكم اهتمام
دوري كرئيس حزب يسعى أن يكون له شأن أن يكون لي رأي واضح في مختلف القضايا أعي جيدا أن دوري معارض للحكومة في المقام الأول مالم اكن انا الحزب المشكل للحكومة عليا انا أواجه بكل حسم وقوة واسعى دائما لجذب العناصر الفعالة التي تعاونني على الارتقاء بمستوى أداء حزبي
وللحديث بقية