عبده الشربيني حمام
عقد ممثّلوا حركتيْ فتح وحماس لقاءً في العاصمة التركيّة أنقرة لتباحث تفاصيل مشروع المصالحة الوطنيّة، وقد ترأس الوفد كلّ من صالح العاروري عن حركة حماس وجبريل الرجوب عن حركة فتح. هذا اللقاء خلّف ردود أفعال متباينة، مع استياء واضح لعدد من القيادات السياسيّة العربية.
محاولات انقرة الحثيثة للتوسط في خصوص ملف المصالحة اثار العديد من التسؤلات حول النوايا الحقيقية لاردوغان لاسيما و ان تركيا تحاول منذ سنوات استعطاف الجمهور العربي عبر سيل من التصريحات الشعبية التي يعلم القاصي و الداني انها مجرد شعارات.
وقد تحدّثت عدد من المواقع الإخبارية عن مخاوف عربيّة من محاولة تركيا بسط نفوذها على كامل الأراضي الفلسطينيّة عبر التدخّل في الشأن الفلسطيني بهذه الطريقة. ويعتقد الكثيرون أنّ مصر هي الأولى برعاية مشروع المصالحة باعتبار أنّها دولة عربيّة أوّلا، ونظرًا لدعمها السخي لفلسطين في شدائدها واستعدادها للعب دور الوساطة في ملف المصالحة. دول أخرى كالأردن ولبنان هي الأخرى يمكن أن تلعب دورًا كهذا وهي دول لطالما دعمت القضيّة الفلسطينية ولا تزال إلى هذه اللحظة.
وتشير بعض التقارير الإعلاميّة إلى أنّ بعض القيادات الخليجية قد نبّهت السلطة الفلسطينية برام الله من تبعات هذا التوجّه الأخير، في المقابل أكّدت السلطة أنّها مدركة لدقّة الوضع وهي لن تسمح لأيّ كيان أجنبيّ بالتدخّل في شؤون فلسطين الداخلية، وكما لم يُسمح لسلطة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية بالتدخّل فإنّ تركيا هي الأخرى لا دخل لها في ملفّ فلسطيني حسّاس كملف المصالحة.
يبدو أنّ السلطة الفلسطينية برام الله تدرك ضرورة الحذر من المحور الإيراني وعدم وضع بيضها كلّه في سلّة تركيا أو غيرها، لكن هل يكفي الحذر للمرور عبر هذه المطبّات السياسيّة دون أضرار جسيمة؟