ماذا يحدث لو غابت الكراهية وحضر الحب ؟
بقلم : نبيل قسطندى قلينى
حينما يغيب الوعي بسبب غياب العقل وتسود الجهالة والحماقة ، يغيب عن الحضور الرأي السديد والفكر المستنير وتغيب العقلانية ويتخبط البشر بالعنف والتعصبات والعداوات المهلكة ، وتنعدم المناخات الطبيعية للتفكير السليم .
ألا يحق للإنسان أن يتساءل بعد أن ذاق ما ذاق من الحروب والمآسي والويلات : ماذا لو حضر الحب ، وغابت إلى الأبد الكراهية ، وهل حقا يبدو الحب مستحيلا لتحضر الكراهية بكل أمراضها المستفحلة ، وكيف للإنسان أن يمتلك القدرة الهائلة على استحضار الكراهيات والأحقاد ، ولماذا يعجز في المقابل عن أن يكون محبا ومتسامحا .
أليس من حق الإنسان الذي يعيش طوال حياته متطلعاً إلى السعادة والحياة الهانئة أن يتساءل : لماذا دائماً تحضر الحروب وينتشر العنف وتسود الكراهية ، وفي مقابل ذلك يتلاشى السلام ، وتنعدم فرص التعايش ، وتستحيل الحياة إلى ساحة دامية وصراعات لا تنتهي .
وفي ظل ما يعصف بالعالم منذ القدم وإلى يومنا هذا ، من حروب ومشاهد دموية وأحقاد وكراهيات وتفجيرات ، يصبح التساؤل الأكثر أهمية بالنسبة للإنسان في كل مكان : هل النزوع للحرب والعنف هو الأصل في النزعة والفطرة الإنسانية أم السلام والمحبة والتواصل البشري الأخوي ؟
فإذا كان الأصل هو الحرب والعنف ، فمتى إذن يحقق الإنسان السلام ويعيش في كنفه ، وكيف يتوصل إليه ويحقق من خلاله أجمل اللحظات السعيدة ؟
أما إذا كان الأصل في الإنسان هو السلام والمحبة ، فلماذا إذن تحضر الحروب ويغيب السلام ، وتنحدر الإنسانية إلى مساويء الأحقاد والكراهية والعنف ؟
تصرفات الإنسان هى التى تحدد فالبعض لا يلتفت إلى استخدام عقله فيغيب الوعي في دوامة الجهل والحماقة ، وهل فكر لحظة كيف سيكون مصيره حينما يرهن عقله لسلطة الجهالة ؟
وهل فكر الإنسان أنه بالكراهية لن يستطيع أن يبني شيئاً ولن يجني منها سوى الكراهية ، وأن العنف لا يصنع سوى مجتمع قابل للتشاحن بالبغضاء والضغائن والأحقاد وتوارث الكراهيات .