مارلين منرو الشرق الفنانة الراحلة الكبيرة هند رستم.
دمياط/ فريده الموجى
هند رستم ملكة الإغراء ومارلين مونرو الشرق، هكذا كان لقب الفنانة الجميلة هند رستم والتي ولدت في حي محرم بك بالإسكندرية وكان والدها ضابط شرطة وهو تركي الأصل بينما والدتها كانت مصرية ذات أصول مغربية، كان والدها صارم وحاد في معاملته لها لذلك لقب باسم موسوليني من شدة قسوته، وقد عانت هند كثيراً في طفولتها بعد أن انفصل والديها.
التحقت بمدارس ألمانية وفرنسية ولأن والدها كان دائم التنقل بين البلاد لم تستطع هند استكمال تعليمها وتركت الدراسة وهي في المرحلة الإعدادية في الثالثة عشر من عمرها، وقد عانت من قسوة والدها خاصةً بعد أن تزوج امرأة أخرى ورزق منها بولدين ولذلك انتقلت لتعيش مع والدتها وزوجها الذي تعامل معها بحنان، دخلت هند مجال الفن بالصدفة وهي في الخامسة عشر من عمرها وبدأت من خلال أدوار الكومبارس البسيطة ثم أصبحت نجمة كبيرة ومتألقة، شاركت في العديد من الأعمال الفنية من أبرزها فيلم “إشاعة حب”، “باب الحديد”، “لا أنام” وغيرها
تزوجت الفنانة الراحلة هند رستم مرتين، وكان زوجها الأول هو المخرج حسن رضا والذي بدأت معه مرحلة النجومية، ورزقت منه بابنتها الوحيدة بسنت ولكن استمر هذا الزواج خمس سنوات فقط ثم انفصلت عنه، وظلت هند رستم بعد انفصالها عنه سبع سنوات دون ارتباط وبعد ذلك تعرفت على الدكتور محمد فياض طبيب النساء الشهير والذي نشأت بينه وبينها قصة حب رائعة تكللت بالزواج.
وفي أحد اللقاءات مع ابنتها بسنت تحدثت عن والدتها وعن قصة حبها للطبيب محمد فياض فقالت: “ظلت والدتي سبع سنوات بعد طلاقها من أبي دون زواج وخلال هذه الفترة توفيت والدتها والتي كانت ترتبط بها ارتباط كبير وذلك بعد إصابتها بالسرطان، وكانت صدمة شديدة عليها، ثم تعرفت والدتي على الدكتور محمد فياض طبيب النساء الشهير، وذلك في بداية حياته العملية حيث جمعها به عدة لقاءات وكان وقتها مدرساً مساعداً، ولم يكن لديه شقة بل كان له عيادة مشتركة مع شقيقه، بينما كانت والدتي في قمة شهرتها وتسكن في شقة بحي الزمالك، ولكنها رأت فيه الزوج المناسب وتزوجت منه عام 1961 وكان عمري وقتها عشر سنوات، وكان جنوناً جداً وارتبطت به كثيراً واعتبرني ابنته لأنه لم ينجب، ولم تشغل والدتي قصة الوسامة وكانت ترى حياة النجوم وهي توقن أنها لا تناسبها”.
وتابعت: “أحبها صلاح ذو الفقار كما أحبها رشدي أباظة أيضاً”، وقد ذكرت أيضاً أن زواجها لم يؤثر على نجوميتها ولم يعترض زوجها على عملها ولكنها اعتزلت التمثيل وتقول ابنتها: “أمي تزوجت أونكل فياض عام 1961 وتوقفت عن التمثيل عام 1979 وقدمت خلال هذه الفترة أهم أعمالها السينمائية، تعلقت به كثيراً وكانت تحب لقب مدام فياض وعاشت معه أجمل سنوات عمرها وبعد وفاته عام 2009 أصيبت بحالة اكتئاب حتى وفاتها عام 2011”.
قدمت هند رستم فيلم “باب الحديد” وهو واحد من أهم وأشهر أفلامها، كما أنه واحد من أشهر وأنجح أفلام السينما المصرية، شاركها في بطولته المخرج الكبير يوسف شاهين والذي تم عرضه في عام 1958، وكانت أول مرة تظهر هند رستم بمثل هذه الشخصية التي تخفي أنوثتها في ملابس الرجال وتبدو بشعر غير مهندم وبدون مكياج، بالإضافة إلى الصوت الخشن والقوي، كما قدم فريد شوقي دور خطيبها أبو سريع، بينما قدم يوسف شاهين دور شاب يعاني من اضطراب نفسي ويحب هنومة التي تقدمها هند رستم، وهي أيضاً من أقنعته بتمثيل الدور وبالفعل حقق نجاحاً كبيراً، وكان من إخراجه أيضاً ويعد أول فيلم يؤهل لجائزة الأوسكار وتم اختياره ضمن قائمة أفضل ألف فيلم في تاريخ السينما العالمية.
من المعروف عن الوسط الفني أنه تكثر فيه مشاعر الغيرة بين النجوم، ومنهم الفنانة فاتن حمامة والفنانة هند رستم، حيث كشفت ابنة الفنانة هند رستم أن فاتن حمامة كانت تغير من والدتها والتي قدمت معها فيلم “لا أنام”، وتابعت: “لم تكن الفنانة فاتن حمامة تحب أمي وكانت تغار منها، خاصةً عندما ظهرت معها في فيلم “لا أنام” ورغم أن أمي كانت ممثلة دور ثاني وكانت فاتن هي البطلة الأولى إلا أنها قدمت الدور بإتقان وبراعة منقطعة النظير، ولأن فاتن حمامة اعتادت على أداء دور الفتاة المسكينة أو المريضة فكان الدور جديد عليها حيث قدمت دور فتاة شريرة لذلك لم يتقبلها الجمهور، ورغم أن الفيلم كان يضم نخبة من كبار النجوم أمثال النجم عمر الشريف، يحيى شاهين، عماد حمدي، رشدي أباظة والفنانة مريم فخر الدين إلا أن أمي استطاعت أن تخطف الكاميرا، وحققت نجومية كبيرة من خلال هذا الدور فكانت تبتكر وتضيف إلى السيناريو وتقدم كل ما لديها من إمكانيات”.
شاركت الفنانة هند رستم خلال حياتها في أكثر من عمل مع الفنان الراحل فريد شوقي ولعل من أبرزها فيلم “باب الحديد” وذلك في عام 1958، والذي شارك في بطولته المخرج يوسف شاهين، كما شاركت أيضاً في فيلم “الزوج العازب” والذي تم عرضه في عام 1966، كما قدمت معه بطولة فيلم “دماء على النيل” والذي تم عرضه في عام 1961.
في أحد اللقاءات مع الفنانة هند رستم كشفت عن رأيها في الفنان عادل إمام، وتم سؤالها عن ترتيبها لأسماء النجوم عادل إمام وعمر الشريف وأحمد زكي، فأجابت قائلة: “من وجهة نظري يأتي عادل إمام في المقدمة فقد بدأ بالمسرح وقدم أعمالاً رائعة، كما أنه يتمتع بالذكاء والدليل أنه موجود حتى الآن ويتمتع ببريق خاص، وعمر الشريف فنان جيد أيضاً وحقق نجاحات كبيرة، وعفوا أختلف على أحمد زكي وأقول أن الاحتفاء به كان أكثر من اللازم وأتصور أن الراحل شكري سرحان كان متميزاً عنه بكثير ولكنني لا أعلم ما الخطأ، فعندما تمر ذكرى وفاة أحمد زكي يحدث طبل وزمر، بينما ذكرى شكري سرحان تمر مرور الكرام، فكيف ننسى شخصية قدمت فيلم شباب امرأة، فيلم البوسطجي وأعمالاً أخرى رائعة”.
اعتزلت عام 1979 وعانت الفنانة هند رستم كثيراً بعد وفاة زوجها الدكتور محمد فياض وذلك في عام 2009، ولحقت به بعد عامين بعد صراع قصير مع المرض حيث تم نقلها إلى إحدى المستشفيات الكبرى بمدينة الجيزة بعد أن داهمتها أزمة قلبية حادة أودت بحياتها وذلك في أغسطس عام 2011 عن عمر يناهز 79 عام.