مالاتعرفه عن حرب أكتوبر 73 :
بقلم عميد أ.ح /احمد عبدالله :
الحلقة السادسة ج2 :
كنا قد واصلنا التقدم مترجلين الى أن وصلنا بعد قطع مايقرب من 7 كم الى الضفة الغربية لقناة السويس ، وكان قائد الكتيبة المقدم على الغليض قد أمرنا بالافطار وعند وصولنا وجدنا ناقلة برمائية تنتظرنا عند قناة السويس داخل المياه فركبناها وبدأت فى التحرك بنا الى الضفة الشرقية لقناة السويس التى كانت النيران تشتعل بها والدخان يتصاعد وعلم مصر يرفرف فوق الضفة الشرقية فى عدة مناطق بطول القناة .
سارت بنا الناقلة فى مياه القناة وبمجرد وصولها الى الضفة الشرقية اندفعنا بسرعة متسلقين الساتر الترابى الذى بلغ ارتفاعه عسرين مترا” بدون توقف وكان بعض الجنود قد تسلقوا وقاموا بتثبيت السلالم المصنوعة بدائيا بالحبال والخشب وتشبه سلم السباك وحملوا مدافع الهاونم والمدافع المضادة للدبابات وصعدوا بها مسرعين الى أعلى الساتر الترابى دون خوف أو تردد وبسرعة اندفعنا نحتل المواقع ونحفر مسرعين حيث كان الطيران الاسرائيلى قد بدأ فى الهجوم فى اتجاه القناة وكذلك بدأت مدفعيته فى الضرب بكثافة بينما نحن نحتل الأرض السبخية المبللة بالماء ونتقدم رويدا” رويدا” متمسكين بالأرض وفى هذه اللحظات تشاهدت على روحى ونحن جميعا” مصممين على العودة اما منتصرين أو شهداء .
واصلنا التقدم بطرق تكتيكية مدربين عليها وبدأنا فى الاشتباك مع دبابات العدو التى جاءت لنجدة النقاط القوية التى كانت قد سقطت نتيجة اقتحامها من قوات الأنساق الأولى البواسل .
واصلنا التقدم مسرعين وكنا نرى الطائرات الاسرائيلية وهى تتساقط بذهول وأصبحنا غير مرعوبين منها حيث كان رجال الدفاع الجوى يسقطونها سواء جاءت منخفضة أو على ارتفاع عالى …. ولم يدرك العدو الصهيونى قوة حائط الدفاع الجوى وصلابته وتقدمنا مطمئنين حتى وصلنا لعمق 2كم فى أحضان سيناء وقاتلنا حتى بدأ الظلام يرخى أسداله وللحديث بقية