مالاتعرفه عن حرب أكتوبر 73 :
بقلم عميد أ.ح/احمد عبدالله :
الحلقة السابعة :
قضينا يوم السادس من أكتوبر وعيوننا متيقظة لا تنام وكنا نتناوب الورديات مابين بعضنا البعض فكان يسمح لثلث الفصيلة بالنوم والثلثين متيقظين وهكذا قسمنا ساعات الليل وقمت أنا وقائد الفصيلة التاسعة الملازم أول عبدالعزيز عبدالملك والفرد الجندى القناص بتناوب ورديات النوم والاستيقاظ وكنا ننام فى الحفر الطولية التى حفرناها بكوريك الفرد والتى كانت تحمينا من نيران الطائرات والمدفعية .
وكان العدو الاسرائيلى يضىء أرض المعركة طوال الليل بالطلقات المضيئة وفليرز الطائرات التى كانت تأتى ليلا” لتضىء أرض المعركة .
وفى صباح يوم 7 أكتوبر ومع بزوغ أول ضوء انهمرت طائرات العدو لتقصف المعابر وتقصف القوات شرق وغرب القناة ولكن تصدت لها صواريخ الدفاع الجوى وأسقطتها سواء مرتفعة أو منخفضة فلقد كانت تأتى منخفضة لتضرب المعابر فيقضى عليها حملة الصواريخ المسمى ( الضبع الأسود ) ليحولها الى كتلة من اللهب وتسقط سريعا” الى الأرض منفجرة .
أما التى أتت على ارتفاعات عالية فخرجت لها الصواريخ سام 2 ، 3 ، 6 ،7 وأسقطتها وكنا نشاهد الطيارين الاسرائيليين يقفزون بالمظلات حتى قبل أن تصل الصواريخ الى طائراتهم لتدمرها أويقفز من الطائرة بمظلة محروقة فيسقط قتيلا ” .
وصدرت لنا الأوامر بالتقدم فتقدمنا ودارت معارك عنيفة بين الأطقم المسلحة بالمدافع المضادة للدبابات وبين دبابات العدو التى أتت لتنقذ من كانوا بالنقط القوية فتم تدمير بعضها وفرت الدبابات الأخرى للخلف وأصيب بعض الجنود ولكنهم أصروا على الاستمرار فى القتال .وبينما أنا والملازم أول عبدالعزيز فى موقعنا خلف الفصيلة التاسعة أشتبك أحد المدافع المضادة للطائرات مع طائرة هليوكبتر أتت لتنقذ أحد الطيارين الذين سقطوا فى منطقة قريبة وأذا بطائرة فانتوم تأتى وتطلق صاروخين متتاليين فسقط الأول بجانب الضابط عبدالعزيز فهرعت أنادى عليه ” يافندم …يافندم …انت كويس ” فرد أنه بخير وفى لحظات سقط الصاروخ الآخر بجانبى فغطست فى حفرتى مختبئا” عندما شعرت بالنيران فنده عليا الضابط عبدالعزيز ” يا احمد … يا حمد انت كويس فرددت عليه …الحمدلله يافندم انا بخير “وحمدنا الله على السلامة وللحديث بقية .