مالاتعرفه عن حرب اكتوبر 73 :
بقلم : عميد أ.ح / احمد عبدالله :
الحلقة رقم 14 :
بعد وصولنا لجبل المر واستيلائنا عليه وانتشار قوات اللواء الثانى عليه وتأمينه ، ولم يفكر حتى العدو الصهيونى فى شن أى هجمة مضادة لاستعادة هذه الهيئة الحاكمة حيث أنه أيقن أنه أمام قوة انتحارية لن يستطيع زحزحتها بسهولة .
أعاد قائد الكتيبة المقدم على الغليض ترتيب أوراقه وأعاد تشكيل المعركة مرة أخرى وكان أن تم توزيعى على السرية الأولى قائدا” للفصيلة الثانية , ورجعت الى منطقة خلف جبل المر وعلى مسافة كيلومترات من قيادة الكتيبة حيث كانت السرية تعمل فى النسق الثانى للكتيبة وكانت المركبات الروسية الصنع التى تدربنا عليها قبل العمليات قد وصلت بأطقمها كاملة أى السائق والرامى والحكمدار ، وتسلمت فصيلتى مستكملة الذخيرة وبدأنا فى تجهيز الموقع الجديد لكى نخفى هذه المركبات المدرعة عن عيون العدو وبدأنا فى التجهيز الهندسى بأيدينا ، وكنا نتدرب ليل نهار على رفع درجات الاستعداد حتى وصلنا للوقت المثالى للأستعداد للقتال فى أربع دقائق وكان التدريب المفاجىء ليلا” هو السمة الرئيسية لهذه السرية الجديدة وقائدها ابن طنطا الرائد فتحى عبده الله يرحمه .
وفى هذه الفترة بعد يوم 13 أكتوبر لاحظ قائد السرية أن الجنود يستمعون كثيرا” للراديوهات الترانزيستور وأن روحهم المعنوية قد تتأثر بما تذيعه المحطة الاسرائيلية من أكاذيب وكان أن أمرنى بجمع الراديوهات من الجنود وبالفعل قمت بتجميعها وتسليمها لقائد السرية فلقد نجح العدو الاسرائيلى فى التسلل الى الضفة الغربية وحاول الدخول مدينة السويس الباسلة ولكنه فشل نتيجة تعاون الجيش الثالث مع الفدائيين وتم تدمير عدد كبير من الدبابات التى حاولت دخول المدينة ، وتراجعت القوات الاسرائيلية لكى تحمى قواتها ولكن الثغرة التى حدثت فى حائط الدفاع الجوى سمحت لطيران العدو فى الاقتراب منا من جديد وتدمير بعض العناصر الادارية وبعض المؤخرات ونجح العدو فى قطع خطوط الامداد عن الجيش الثالث وهنا بدأنا مرحلة عصيبة من القتال ، ولكننا كنا أكثر قوة وعناد على التمسك بالأرض التى استعدناها من سيناء الحبيبة وللحديث بقية .