مالا تعرفه عن حرب أكتوبر 73 :ـ
بقلم :عميد أ.ح /احمد عبدالله
الحلقة سابقة للحرب :
بعد الاستقبال الجميل من ضباط الكتيبة الخامسة والجولة التى أصطحبونى فيها لمشاهدة موقع الكتيبة ومشاهدة النقطة القوية الاسرائيلية أمامنا ، كان هناك فاصل من التدريبات الاستطلاعية لمحاور التحرك من الخلف للأمام ….. ماذا يعنى ذلك التدريب المهم …. هو تدريب لجميع العناصر من سائقى المركبات المدرعة وسائقى العجل والضباط للتعرف على محاور وطرق الوصول الى نقط محددة لنا ومموهة جيدا” ومخفاة عن أعين العدو الاسرائيلى سنستخدمها عند العبور .
كنا نتدرب مرارا” وتكرارا” ونحن غير مصدقين أن هناك معركة رهيبة قادمة تلوح فى الأفق بعد أيام قليلة .
وكنت قد اندمجت تماما” مع ضباط الكتيبة وتعرفت على صف ضباطها والمعاونين وحتى الجنود … وبعد فترة بسيطة تحركنا مرة أخرى بالكامل الى موقع الكتيبة القديم فى بطن جبل عتاقة قرب مدينة السويس .
ولكن قبل أن نعود حدث معنا حادث مضحك ومرعب فى نفس الوقت كاد أن يحدث مشكلة رهيبة لولا ستر الله …. فقد اتفقنا وكنا مجموعة كبيرة من الضباط على أن نرعب الجندى الاسرائيلى الموجود فى مواجهتنا أعلى النقطة القوية التى كانت أمامنا وكان يدعى حافظ … فاجتمعت مجموعة من الضباط الشباب واتفقنا على أن نقسم أنفسنا الى مجموعتين … مجموعة تراقبه ومجموعة تحاول أن تشتبك معه بالسلاح وكان منهمكا” فى تدخين سيجارة وأحضرنا الضابط المصرى المرافق للأمم المتحدة حتى يقوم بتلقيننا ببعض الشتائم باللغات المختلفة وقمنا بالفعل بسبه وكان لايرد الا قلليلا”.
وانفعل أحد زملائنا مشهرا” بندقيته ومحاولا” التنشين عليه بالسلاح ولما تنبه لذلك وكنا نراقبه ، قام برمى السيجارة التى كان يدخنها واحتضن عمودا” يشبه عمود المطافى ودخل مهرولا داخل النقطة القوية بينما انهمكنا فى الضحك … وفجأة وجدنا مجموعة تخرج من النقطة القوية من الجنود الاسرائيليين فأسرعنا بالنزول خلف الساتر الترابى بينما لم ينزل معنا الملازم أول مصطفى من أعلى الساتر وهنا كانت لحظة الكوميديا المرعبة …. النقيب ابراهيم قائد السرية بالانابة يجذب الضابط مصطفى لينزل ويكلم الجندى الاسرائيلى فى نفس الوقت قائلا”( ياحافظ احنا بنهزر معاك يابن الوسخة ) ونحن نختفى ولكننا كنا نضحك من هذا التصرف وجذب مصطفى وأنزله من أعلى الموقع ومرت الأزمة بسلام وللحديث بقية