مالا تعرفه عن حرب أكتوبر 73 :
الحلقة التاسعة :
وتشمل هذه الحلقة أحداث يومى 8 ،9 أكتوبر الذى حدثت فيه معركة تاريخية هى معركة جبل المر .
ففى يوم 8 أكتوبر أ
بقلم عميد أ.ح /احمد عبدالله
ستمرت الكتيبة الخامسة مشاة ميكانيكى فى التقدم ضمن وحدات اللواء الثانى وقطعنا مايزيد عن 6 كم مترجلين حتى وصلنا الى منطقة أختبأ بها العدو محاولا” نصب كمين لقواتنا باستخدام الدبابات والمدافع المضادة للدبابات ولم نكن نتحرك بالدبابات حيث أنه حدث تأخير فى انشاء الكبارى فى نطاق الجيش الثالث ، واكتشفت عناصر الاستطلاع المقاتلة من الوحدات ومن كتيبتى هذا الكمين عندما رأوا بعض ارايل الدبابات وهى مختفية عن الأنظار فأبلغوا القائد الذى أمر القوات بالتوقف والانسحاب تكتيكيا” للخلف دون أن يعطوا فرصة للعدو فى ملاحظة ذلك وبالفعل أرتدت القوات بدون أعطاء أى اشارة للعدو بأنهم قد أكتشفوا الكمين وهنا كشر العدو الصهيونى عن أنيابه غاضبا” لهروب الفريسة التى كان ينتظرها وأخذت دباباته فى اطلاق النيران بجنون ولكن هيهات فلم تصب أى فرد أو مدفع لدينا ….. واشتبكنا معهم فى تبادل اطلاق النيران وتسببنا فى اصابة بعض دبابات العدو وانسحابه للخلف وتفدمنا للأمام فى ثقة وقوة مطهرين الأرض من دنس العدو .
وفى مساء يوم 8 أكتوبر وتحت ستر الظلام أتت المركبات المدرعة وتوزعت فى تشكيل القتال وكانت مؤمنة تماما” من قواتنا ، وأكد قائد الكتيبة على مهام يوم 9 أكتوبر وفى الصباح الباكر ومع بزوغ الشمس تقدمنا فى قتال ضار وسط التباب التى أخفتنا عن عيون العدو حتى وصلنا ظهرا” الى مسافة 9 كم وفى هذه المنطقة التى تبعد غرب جبل المر بحوالى 3 كم تمركزنا مختفين خلف الهيئات الأرضية والتباب ومستعدين للهجوم الى أن انضمت دبابات المقدم البرعى الى تشكيل المعركة وكذلك دبابات اللواء 22 م وبدا الاستعداد لمهاجمة جبل المر والاستيلاء عليه .
وعندما كانت أى دبابة أومركبة من قواتنا تتقدم كان العدو يصيبها فى مقتل ، وهنا كان القرار الجرىء للقائد العقيد الفاتح كريم وأمرنا بلهجة صعيدية فى اللاسلكى ” اهجموا يارجالة ” وهنا تقدمت جميع مركبات اللواء المدرعة ودباته الى الأمام فى تشكيل خطى بمنتهى السرعة رغم الصواريخ التى انهالت علينا من المدافع والصواريخ المضادة للدبابات والمخفاة بمهارة عن أعيننا غير مبالين بالخسائر التى تحدث لنا ، وهنا ارتبك العدو وانسحبت قواته للخلف رغم أنها أحدثت بنا
(2)
خسائر كبيرة ولكن بشجاعة الرجال والعزيمة الصلبة وصلنا الى جبل المر وترجلنا مسرعين من المركبات وانغرست بعضى المركبات فى الكثبان الرملية وانهمرت علينا قذائف المدفعية 155 مم وأسرعنا نحتمى بالجبل بينما ذعر العدو وهنا ظهرت بطولة القائد الفاتح كريم أذ أصتحب طاقمى صواريخ فهد وتقدم الى مقدمة جبل المر رغم أن الله نجاه من قذيفة مدفعية سقطت بجواره فقام يقول ” الله وأكبر ” وانطلق هو والطاقمين وأطلقوا الصواريخ فأعطبوا دبابة حيث أصابوها فى الجنزير وانسحبت الدبابات الاسرائيلية الى الخلف مهرولة ووقفوا على مسافة 4 كم خوفا” من الصواريخ !وللحديث بقية .