ما هي قصة الغرانيق؟ وكيف خدع الشيطان كفار قريش وجعلهم يسجدون مع الرسول؟.
متابعة /شوزان توفيق
بعث الله تعالى النبي محمد عليه الصلاة والسلام لدعوة الناس إلى الإيمان بالله وحده وإفراده بالعبادة، بعد أن انتشرت عبادة الأصنام عند العرب في الجاهلية، وأنزل عليه آيات القرآن الكريم بها قصص السابقين من الأنبياء والصالحين، وبها ايضا الأحكام الشرعية ليعلم المسلمين ما أباحه الله لهم وما نهاهم عنه ويطبقوه في حياتهم ، واستمر القرآن الكريم بالنزول على نبي الله عليه الصلاة والسلام 23 سنة كاملة، و اكتمل قبل وفاته وخلال تلك السنوات لاقى النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من التشكيك والتكذيب .
ونزلت العديد من الآيات القرآنية بسبب مواقف حدثت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها قول الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” [الحج:52]. وقيل إن سبب نزول هذه الآية قصة الغرانيق التي بسببها سجد كفار قريش مع النبي عليه السلام في مكة عند الكعبة، فما هي قصة الغرانيق؟
قصة الغرانيق
القصة رواها الطبري وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ عند الكعبة سورة “النجم” فلما بلغ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى [النجم:20]، هتف الشيطان بصوت عالي سمعه كفار قريش ولم يسمعه النبي لشدة خشوعه وهو يقرأ آيات الله، فمن بين آيات الله جاء صوت الشيطان قائلا : “تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى”، فأعتقد المشركون ان هذه الجملة من القرآن ويتلوها النبي عليه السلام ففرحوا وقالوا : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين، وسجد معهم المشركون.
عودة المهاجرين من الحبشة
شاع الخبر سريعا بين كفار قريش واعتقدوا أن النبي عليه الصلاة والسلام يمجد الأصنام بسبب هذا القول الذي قاله الشيطان، و وصل خبر سجود المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة، وكان الكثير من المسلمين قد هاجروا إليها خوفا من بطش الكفار، فاعتقدوا أن هناك أتفاق حدث بين كفار قريش وبين النبي عليه السلام لذلك عاد بعضا منهم إلى مكة لكنهم بعد عودتهم لم يجدوا شيئا قد تغير فهاجروا مرة أخرى إلى الحبشة وكانت الهجرة الثانية.
الرسول يكذب الجملة التي قيلت على لسان الشيطان
وواجه كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحملة التي سمعوها بين آيات القرآن الكريم “تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى” فكذب النبي عليه السلام هذا القول وقال أن هذا يعد كفر وشرك بالله عز وجل، وأنه لم يقل هذا القول ابدا ولا ينبغي له أن يقوله فالدين الإسلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينهى عن عبادة ما هو دونه.