مختلفون بامتياز
اختلاف الرأي يفسد للود قضية
بقلمي : ماجي المصري
الاختلاف سنة الحياة وقد خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفون في كل شئ في اللون والشكل طريقة التفكير
كما خلق الله الكون على حالة تباين واختلاف
ما بين الليل والنهار اختلاف وما بين والصيف والشتاء اختلاف وايضا انواع الفواكه وطعومها وهكذا جميع مظاهر الحياة بينها تباين واختلاف
ومع اختلاف مظاهر الحياة والبيئات اختلفت أيضا شخصيات البشر
فلسنا صوراً مستنسخة من بعض
ولذلك وجب علي كل انسان أن يؤمن بنظرية الاختلاف في كل شئ في الفكر والعقائد وردود الأفعال والتصرفات
ومع الايمان التام بنظرية الاختلاف وجب علينا أيضا أن نؤمن تمام بنظرية تقبل الاخر
تقبله كما هو دون السعي الي تغيره أو جعله صورة مستنسخة منا
أو العمل علي اظهار عيوبه و كشفها ومواجهته بها لاظهاره في صورة المسيئ دائماً
فالاختلاف ثقافة يجب أن نرتقي بها و نعمم تقبلها في المجتمع
فمن الأقوال المأثورة أن
(( أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية))
وهذه المقولة قد تكون موجودة ومفعله في قاموس المثقفين وأصحاب الالباب الواعية
أما في الاوسط السائدة الآن أصبح اختلاف الرأي يفسد للود قضية
وأصبح الاختلاف هو سبب رئيسي في قطع العلاقات وإفساد المشاعر المقدسة بين الأصدقاء والإقران والخلان
وليعلم الجميع حقيقة مهمة جدا أن الاختلاف بين اثنين لا يعني أن أحدهما علي صواب والآخر علي خطأ
فقد يكون الاثنان علي صواب مع اختلاف وجهات النظر في تناول الموضوع
ولذلك وجب علينا تقبل الاخر والاستماع جيدا الي الرأي والرأي الاخر لتقريب وجهات النظر وحفظ الود والاحترام المتبادل بين جميع الأطراف
ولا ننسي مقولة هامة جدا للامام الشافعي رحمه الله
((رأي صواب يحتمل الخطأ……ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب))
ولذلك لا تحارب من أجل إثبات صحة آراءك دائماً
فالانتصار في بعض المعارك خسارة قد تندم عليها فيما بعد
وعلينا أن ندرك الحكمة من سنة الاختلاف
فانها حكمة من الله تعالي لاستمرار الحياة واكتشاف الكون والتأمل والتدبر فيما يدور حولنا من ظواهر تستحق الاهتمام
فلو أراد الله لخلقنا جميعا أمة واحدة متشابهين في كل شيء
فالاختلاف ظاهرة طبيعية صحية إذا حدثت في إطار الفهم والإدراك والادب والاحترام
ومن هنا ادعوك عزيزي الإنسان
اختلف معي ولكن لا تكرهني
اختلف معي ولا تفسد لودي قضية
اختلف معي ولا تحول اختلافك معي الي خلاف
إياكم ثم إياكم أن تحولوا الاختلاف الي خلاف
لان الخلاف فرقة و قطيعة وعداء قد يصل بنا الي العزلة والانقطاع عن الناس والإصابة بالأمراض النفسية المزمنة
ولنا أن نتخيل شكل الحياة إذا تعاملنا مع اناس تشبهنا تمام تطابقنا في في كل شئ
الأفكار والسلوك والميول ووجهات النظر فورا سوف نشعر معهم بالراحة لأنهم مطابقين لنا في كل شئ
لكن مع مرور الوقت سوف تكتشف أن علاقتك بمن يشبهك تمام علاقة تسودها حالة من الركود و الجمود والروتين ونقص الأفكار الجديدة وغياب الاختلاف والتحدي والنقاش الإيجابي فهي ظاهرة لا تجدي لاي من الطرفين
فالافضل أن نكون مختلفين بامتياز مختلفين ونؤمن بنظرية الاختلاف ونحترم اراء الغير ولا نقلل من شأنه أو نتفهه من اراءه
وعلي كل طرف أن يتقبل الطرف الآخر بكل عيوبه قبل مميزاته ويتعايش معاها
انها نظرية تقبل الاخر ولا تحول الاختلاف الي خلاف فالفرق بينهما شاسع
من فضلك اختلف معي ولا تفقد صداقتي
من فضلك اختلف معي ولا تقاطعني
من فضلك اختلف معي ولا تحول الاختلاف الي خلاف
افتحوا باب الحوار ناقشوا اختلافتكم بوعي وهدوء
دائماً وابدا ما توجد حلول وسطية ترضي جميع الاطراف
لا تدافع عن وجهة نظرك بستماتة افتح مدارك عقلك للاستماع
قبل الكلام استمع جيدا لتفهم جيدا وتقتنع جيدا بآراء من حولك
ولا انسي ابدا
ان رايك صواب قد يحتمل الخطأ ورأي غيرك خطأ قد يحتمل الصواب
حافظوا علي الجزء الجميل في علاقاتكم رغم الاختلاف
ولا تحولوا الاختلاف الي خلاف