مشهد القطار والصعود الحتمي إلي القمة
بقلم : رامي مسعد الأعصر
إن الكتابه عن أم كلثوم سيدة الفن الراقي هو ترسيخ لفكرة الإبداع وسمو بالنفوس البشريه إلي أبعد مدي وإلي سماء بغير حدود، فلم تكن أم كلثوم مجرد صوت عبقري بل شخصيه شديدة الذكاء ومشروع فني يستحق الدراسه و التوقف عنده كثيراً وكثيراً.
وأعتقد أن هذا المشهد الطفولي الذي جمع بين أم كلثوم الطفله الصغيره وأبيها وهي تركب القطار للمرة الأولى في حياتها ومشهد تشبثها بنافذة القطار ورفضها المطلق للنزول من القطار رغم محاولات أبيها ووعده لها أنها سوف تستقله في الغد كي يشجعها على النزول من القطار وحتي تصدقه أقسم لها بالله علي ذلك كان هذا هو بمثابة تطلع نحو المستقبل المشرق الذي كان ينتظرها والمجد في مشهد أراه تأمليا بامتياز،وبالمناسبه والد أم كلثوم كان له دورا بارزا للغايه في اتجاهها نحو الغناء حيث كانت تسمع منه وتقلده حتي لما كان يعلم أخوها خالد الأناشيد و التواشيح ليساعده في العمل وزيادة دخلهم من أجل رفع مستوي معيشتهم القاسيه جدا والتي عاشت أم كلثوم بكل الشجن تفاصيلها فقد كانت أسرة فقيرة الحال ولكن أخرجت أعظم شخصية فنية إنسانية في كل الوطن العربي كله، قال عنها عباس العقاد أنها المطربة الموهوبه التي أثبتت أن الغناء فن رؤوس وقلوب وليس بفن حناجر و أفواه فحسب فهي تفهم ما تعنيه وتشعر بما تغنيه. وقالت عنها صحيفة فرانس الفرنسيه ذات مره إن شهرة أم كلثوم في المنطقة العربية لا ترتفع إليها ولا تعادلها شهرة أي نجمه للغناء في هذا الجزء من العالم.وعاشت أم كلثوم بين فقر مروع و إنسانية مدهشه جدا ولكن الفقر المروع الذي عاشته أم كلثوم جعلها تشعر بأسرتها بالمسئولية الكبيرة رغم صغر سنها ولما سمعت بالصدفة شكوي أبيها لأمها من هذا الفقر ليلا لدرجة أنه يعجز عن شراء فستان لابنته في العيد كان رد فعل أم كلثوم الطفله ناضجاً للغايه رغم طفولتها البريئة حيث ذهبت إلي أمها في الصباح وقالت لها ” أنا مش عاوزه جلابيه ع العيد.جلابيتي القديمه حلوه أوي ونفسي ألبسها في العيد !!! ” فانهمرت أمها في البكاء الشديد وقبلتها وتقول أم كلثوم عن تلك اللحظة أنها شعرت وكأنها ترتدي أجمل فستان في العالم وهي في أحضان أمها.هذه هي أم كلثوم الإنسانة.