جريدة حكاية وطن/ معادلات صعبة للقدير بوتين
للكاتب والناقد : محمد عبد المجيد خضر
ابهرني بوتين رئيس روسيا الفيدرالية الزعيم الخارق الذي تحدى الغرب كله وأمريكا،
ولم يتمكنوا من تحقيق مآربهم ضده، خلال الحرب الروسية الاوكرانية،
بكل ما تم من نصب فخاخ وخطط غير نزيهة وعقوبات، ناهيك عن الدعم اللامحدود عسكريًا وسياسيًا، بكل قواهم لكنه إستطاع الالتفاف والمرور بسلام من كل محاولاتهم الخبيثة للانتصار عليه.
كما ابهرتني تحركات بوتين الذكية في جمع جبهة قوية تدعمه أمام هذا الجمع الغير نزيه،
فقد ضمن في صفه الصين أكبر دولة بالعالم اقتصاديًا، بجانب كل من كوريا الشمالية وايران ومصر والسعودية وتركيا أيضا،
وتم تكوين مجموعة البريكس التي تجمع دولًا ذو ثقل اقتصادي وعسكري ونهضة، أمثال الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل والصين مع روسيا وانضمت حديثًا مصر وفي الطريق للانضمام دول الخليج العربي.
هذه المجموعة ضربة قاسمة لأمريكا وضربة لسيطرة الدولار، التي جعلت العالم كله راكعًا أمام هذه العملة ودمرت اقتصادات دولًا كثيرة جدا بدون أخلاق ولا ضمير فقد للسيطرة،
لكن البريكس في طور اصدار عملة جديدة تقضي على سيطرة الدولار، وأيضا إيجاد قطب قوي بدلًا من قطب أمريكا الأوحد
الاكثر إبهارا ويدعو للاحترام اللعبة الذكية جدًا التي احتار فيها الغرب وأمريكا والعالم كله،
انها معادلة صعبة ولعبة شطرنج عبقرية لا يفهمها الا الافزاز!!؟
قد تتساءل اخي واختي واولادي القراء ماذا تقصد، ولكم كل الحق حيث انني فكرت كثيرًا قبل ان أفصح عما يدور في ذهني، وهي ميليشيات فانجر التي خاضت معارك ضارية ضد الجيش الاوكراني،
بكل الولاء والإخلاص لبوتين!؟،
ثم تبدأ في الشكوي عن طريق زعيمها ليصدر فيديوهات يشكو قيادة الجيش الروسي ويصب دام غضبه ويسب قائد الجيش شخصيًا!؟
ويتهمه بالتخاذل وعدم الصدق وحتى بعدم الصلاحية للقيام بمهامه العسكرية دون ابداء اي نقد او توبيخ لشخص القيصر بوتين.
وشوية شوية علت الإنتقاضات الى ان أعلن قائد قوات فاجنر التمرد، والزحف نحو موسكو
وكأنه إنقلاب على الدولة الروسية والقيادة!؟، ثم في عملية سريعة يتدخل رئيس دولة بلا روسيا وبموافقة بوتين،
ويتم تراجع الفاجنر ويصدر بوتين عفو عن جميع منتسبي الميليشيات،
وينتقل قائدهم للإقامة في بلاروسيا، ثم يتبعه جيشه ايضا الى هناك ويصدر تصريح لانه حقنًا للدماء، قد وافق على الإتفاق هذا
مع رئيس بلاروسيا!!؟.
رؤيتي الشخصية لهذه الطلاسم انها خطة تخطت حدود الذكاء، لنقل ميليشيات فاغنر بسلام وأمن من أوكرانيا بعد ان ادت مهمتها على الوجه الاكمل وبكامل عتادها الى بلاروسيا، تمهيدا لعملية جديدة واعتقد انها موجهة هذه المرة الى بولندا التي بغت في دعم ومساندة الغرب في أوكرانيا، سعيًا لإرضاء أمريكا والحصول على الدعم في المقابل!؟،
لذلك فاستحقت العقاب من القيصر بوتين ولا يلومه بذلك أحد، وسوف نرى قريبا نشاط الجيش البلاروسي ودعم ميليشيات فاغنر ما سوف يفعلونه في بولندا.
لذلك فقد خدع بوتين اعدائه جميعا حيث تقولوا عليه بأنه فقد السيطرة على الجيش الروسي، وان أكبر حليف له انقلب عليه!، فاذا به يظهر بابهى صورة عظيما شامخًا وأصاب أعداءه الخزي والوهن وبلغة العامة فقد علم على اعدائه علامة رفعت قدره مرة أخرى،
فبدأوا يتحدثون ويلوحون بالتفاوض بعد فشلت اوكرانيا بالهجوم المضاد برغم استبسال الجميع وتقديم اقصى حد ممكن من العتاد، لكن بوتين وجيشه كان اقوى كثيرا مما توقعوا ولديه الزيد.
وانا شخصيا اعلن اعجابي الشديد بهذه الشخصية الخارقة الصامد المنتصر انشاء الله على قوى البغي الذين يظهرون ما لا يبطنون، ويدعون السعي للعدل
والديمقراطية، لكن الله اعلم بما يبطنون من سعي خلف مصالح لإخضاع روسيا وزعيمها القيصر القوي.