منحة ربانية
بقلم: عمر الشريف
الإحساس بالآخرين ومساعدتهم ليس بالضرورة أن يكون في صورة أعمال كبيرة، فمجرد الابتسامة في وجه الآخرين عمل إيجابي، خصوصاً عندما نفعل ذلك مع الفئات التي لا يلتفت إليها أحد أو حتى يشعر بوجودها.
جميعنا لدينا القدرة على إسعاد الآخرين وبأمور بسيطة، مثل الابتسام أو التحدث معهم والاطمئنان عليهم من حين لآخر، وإذا أمكن مساعدتهم مادياً ولو بالقدر القليل.
إن الإحساس بالآخرين نعمة عظيمة، ومنة كريمة، ومنحة ربانية ينعم بها الله عز وجل على من شاء من عباده، وُجدت بالنبي صلى الله عليه وسلم فأحسّ بمن حوله، فرحمَ الصغير، وقدّر الكبير، ونصر المظلوم، وزار المريض، وعزّى المُصاب، وقال في الحديث الصحيح: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وفي حديث آخر قال: “من لا يرحم لا يُرحم”.
فالإحساس لا يرتبط بالعمر، والشعور الإيجابي تجاه الآخرين هو نعمة يضعها الله سبحانه وتعالى في قلب من يختار من عباده، والأمر لا يحتاج لقدرات مميزة، يكفي أن تعقد العزم وتملك الإرادة على إظهار حُبك ورعايتك لمن يحتاجهما، مع تقديم كل ما تقدر عليه مهما كان بسيطاً ومتواضعاً في سبيل ذلك، وأن تثق تجاه أن ما تقدّمه سيُحدث فارقاً إيجابياً في حياة الآخرين، خاصةً إذا قُرن بالتعاطف، لأنه أكثر من مجرد الإحساس العفوي الذي يغمرنا أو يستحوذ علينا استناداً لمشاعر الآخر.