من أجل علاقات ناجحة
بقلم / عبير عبده
نسعى جاهدين بكل ما نملك من طاقات و مشاعر كى نكون علاقات إيجابية ناجحة مع من حولنا، سواء أبناء أو أزواج أو زملاء عمل أو علاقاتنا مع الأهل و الاقارب.
و فى مسار سعينا لإنجاح تلك العلاقات نجاهد بسلاحين هما المشاعر الأنسانية وأصول العلاقات الإجتماعية.
لكننى بعد جهاد ومعاناة طويلة مع هذه العلاقات أستوقفتنى فكرة لم تراودنى من قبل أبدا.
وهى أننا نتجاهل مجال هام جدا فى تكوين العلاقات وهو الصحة النفسية وفهم تفاصيل الشخصية و أبعادها
قبل أقامة أى علاقة أنسانية معها.
فمجالات علم النفس تستطيع فك رموز وشفرات الطرف الثانى فى أى علاقة حتى لو كانت تلك العلاقة مع طفلك الصغير البالغ من العمر عام واحد
فعلى سبيل المثال وعن تجربة شخصية؛ لقد عانيت سنوات طوال من شخصية لم افهمها وظللت تحت تأثيرها
فترة بدافع المشاعر وفترة طويلة بدافع التعاطف وفتره اطول وأطول بدافع الأحساس بالمسؤولية و يليها الأحساس بالذنب والتقصير فى حين أنهيت تلك العلاقة المرهقة لروحي ونفسيتي.
حتى قابلت بالصدفة مقالا فى علم النفس يتحدث ويناقش موضوع الشخصية النرجسية؛ نزلت علي تلك المقالة كالصاعقة شعرت بالجهل و الغباء.
اكتشفت أني كنت تحت تأثير شخصية نرجسية طوال تلك السنوات.. تلك المعاناة وأستنزاف الطاقة لم تكن صدفة لقد كنت ضحية لشخصية تستغلني وتستغل مشاعري وأمكانياتى، شخصية مريضة بحب الذات.
شعار تلك “أنا الأهم ولا شئ بعدى”, أنا كأى أنسانة طبيعية أهتممت بالمشاعر والأصول، ولم يخطر ببالى ان اقرأ فى علم النفس والصحة النفسية لكى أتعامل مع شريك حياتى.. لكنى كنت مخطئة وبشدة مثلى مثلكم.
جميعنا مرضى نفسيين و محتاجين دليل للتعاملات بينا وبين من حولنا حتى أبناءنا حتى نستطيع أن نفهم الناس وندرك عقولهم ونحتويها، و نحافظ على ما تبقى من نفسيتنا.