من أوراقي البحثية
العلوم الغيبية …3
علم الغيب الشخصي
وعلم الغيب الألهي
دكتور كمال الدين النعناعي
بسم الله الرحمن الرحيم
فخيل اليهم من سحرهم.أنها تسعي
صدق الله العظيم
لكل أنسان خيال ،
هو صندوق الغيب الخاص به …
فالابداع والخلق والابتكار والانشاء
من مقدمات الغيب لدي الانسان لأنها
مودعة فيه قبل ان تنبثق من خياله
فيوجد من هبات هذا الصندوق الثمين ما يشاء وما تشاءون الا أن يشاء الله .فينشئ وقائع
ففي صندوق خياله خزائن مجهولات
قواه ، ومن ثم تمد عقله مددا فتتولد
الأفكار مشفوعة بتصورات فيتمكن من تنفيذ تصميمات خياله ويظهرها في العالم المحسوس .
ففي أعجاز عصاة النبي موسي
سبيلا الي القاء الضوء علي صندوق
الخيال الشخصي الخفي المحفوظ في كيان الانسان موصولا بعالم المعني …فذات الانسان موصولة بعالم المعني وعالم الحس …
كانت العصاة رمزا للمادة الصامتة
وهي وسيلة عونه فهو يتوكآ عليها
ويهش بها علي غنمه وله فيها مآرب أخري فلما أجتمع فيها غيب الانسان وغيب الله فاذا هي حية تسعي ..?
كان ذلك.أعجازا بمقياس حجم انسان
ولأن الوجود الانساني مواقيت جيلية
وحدث أعجاز العصاة في زمن موقوت كان الاعجاز فيه هو سبق معرفته في وقت سابق علي زمن كشفه للعقول ، لأن لكل زمن كشف
تحتمله العقول لقوله تعالي ………
ومن نعمره ننكسه في الخلق كي لايعلم من بعد علم شيئا .؟؟
ومبلغ العلم في أصل المادة في زماننا هذا انها كهارب تتكون من
أهتزازات ذات شحنة كهربية ، وان أحداث تغير في هذه الاهتزازات يؤدي الي تغير في شكل المادة ،ومن ثم أنتاب عصاة موسي الاهتزاز فالحركة فكائن حي بالكلمة الالهية عندما كلم الله موسي تكليما .
لقوله تعالي ..فلما دآها تهتز كأنها جان
ولي مدبرا ولم يعقب
فما بال عصي السحرة .؟
عصي السحرة أصابها الاهتزازات فخيل للناس أنها تسعي ، ذلك فقط هي دون ان تحل عليها الكلمة الالهية
بينما تحركت عصي موسي في أتجاه
عصي السحرة فالتقمتها …..
هذه الواقعة جمعت بين الخيال والواقع أي بين الحس والمعني .
فمن خيال نفوس شخوص السحرة
أنطلقت طاقة ولدت أهتزازات في عصيهم ومن خيال شخوص الناظرين أيضا خيل اليهم من سحرهم أنها تسعي ، وكذلك كان من الصندوق الخيالي
الغيبي لشخص النبي موسي تولد طاقة أجتمعت بالكلمة الالهية فجذبت
مادة العصاة مثيلاتها مواد عصي السحرة وأدمجتها فصار الكل في واحد ، صارت عصي واحدة .وبالتالي
كان التلاقي بين العصي كلها هو تلاقي طاقات لنوع واحد .
ففيما نري مما ورد علي الخاطر أن
الخيال هو مركب غيبي شخصي ذو بصيرة ، وفي ذلك أيضا تفسير
عقلاني لوقائع كرامات المشايخ وأولياء الله الصالحين وما حدث
من معجزات بين يدي العارف بالله
والقطب الغوث من جماعات الصوفية
المنقطعين لله ..
والله أعلم