من المواقف نتعلم
كتبت . الكاتبة الاديبة المغربية سامية لحرش
متابعة .د.عبدالله مباشر رومانيا
من المواقف نتعلم
كم جميل ان تتعلم من أن هذه الدنيا بهم أو بدونهم ستسير!
وأنهم حين كانو متشبثين ويربتون على أكتافنا، لكنهم كانو متشبثين بك حتى يأتي الوقت الذي تسقط ثم يستخدموا قواهم ويمضوا دون ان يلتفتو الى الوراء بدونك..
ولا تصدق كل الوجوه التي تقسم انها لن تعيش ولن تجد معنى للحياة من دونك ، فتلك الوجوه لن تتوقف لحظة لتنتشلك من الأرض !
ربما هو درس من دروس الحياة مهما كان قاسياً جداً، لكن ستعرف أنك حين تسقطت على فراش المرض، ستنسى شيئاً فشيئا من ملف صور ذكريات رفاقك..
وكذلك حين تسافر لبلد آخر ستنسى شيئاً فشيئًا ويقل اهتمامهم بحالك وأحوالك..
وبمجرد أن تعلن إفلاسك الآن، كل الاقدام الكثيرة التي كانت تصلك ستقطع، وستحرم من وجوه كثيرة كانت تمثل عليك الحب والاحترام..
نعم هي دروس قاسية تعلمتها في وقت مبكر، تعلمت ان انسى كيف يتكئ المرء على أحد….
وأن لا يجعل من شخص ما محوراً لحياته، وتعلمت متى تتوقف الحياة على المال أو الجمال أو الوجود…..
وقتها تذوقت حلاوة الإكتفاء بنفسي و عشت في خلود خاص بي، وعلاقة صغيرة بيني وبين نفسي ، وجلت في ذروة مرضي كل الأمكنة والأزقة وحدي وقابلت وتعرفت على الكثير من الناس منهم من تشبث بك ومنهم من تخلى في منتصف الطريق…..
وقتها كان عالمي الذي أرضاه فقط في رأسي، هو عالمي الذي يساندني و يتعاضد معي دوماً كيفما كان شكل يومي، ومهما عظمت ألامي ومعاناتي……