بقلم/السيد فريج
الفساد مرض إجتماعي إنْ أصابَ مجتمعا وتمكن منه بالقطع ستكون النتيجة مأساوية شأنه شأن أي مرض عضوي إنْ تمكن من إنسان يودي بحياته .. و في الطب يضعون برنامجين كبيرين لمواجهة المرض أولهما الطب الوقائي والثاني الطب العلاجي …..
وسيكون حديثنا في هذه المقالة حول الوقاية وهي الأهم وكما يقولون الوقاية خير من العلاج .. وللتقريب .. إذا وجدنا جدارا ترشح منه المياة يكاد أنْ ينقض أيهما اجدى الاسراع في ترميمه وإصلاحه ام البحث عن مصدر المياه التي تترشح في الجدار لأصلاحها وايقافها أولا .. بالطبع أوقف نقطة المياة التي إنْ استمرت لن يجدي الترميم والاصلاح .. اذن الوقاية اولا .. وحتى لا يتوه مقصدنا ونفقد التوجيه … أركز على أنَّ لكل مجال في الدنيا ثلاثة اوضاع .. مدخل وبيئة فاعلة ومخرج … الحاسب الآلي انْ أعطيته بيانات صالحة (المدخل) تتم معالجتها (البيئة) واعطائنا معلومات مفيدة (المخرج) وكذلك الانسان اذا ادخلت اليه طعاما صحيا ومعلومات جيده وروحانيات عاليه ( المدخل) تفاعلت داخله(البيئة) واعطتنا صحة جيدة بدنيا ونفسيا وفكريا فكان عاملا متكاملا كما وكيفا ( المخرج)
وكذلك المجتمع وما يعنيني هنا المجتمع الوظيفي العام فهو ذلك الجزء المجتمعي المهيمن على باقي القطاعات إنْ صلح أصلح وإنْ فسد أفسد المجتمع كله وأمرضه .. والمدخل له هو اسلوب او طريقة الحاق العاملين للعمل باجهزة الدولة فاذا صلح هذا المدخل وكان المعيار موضوعيا بحتا شفافا يقوم علي وضع قواعد و شروط للالتحاق به تضمن الحصول على اكفأ المتقدمين بحيادية وشفافية تحقق تكافؤ الفرص لكنَّا اوقفنا نقطة المياة من الجدار الموشك علة السقوط ولدخل هؤلاء المجتهدين ..النخبة من المتقدمين للعمل بروح عالية محبة لوطن ما منعهم حقهم ولكانوا لبيئة العمل مصلحين ولكنَّا وضعنا أول معول للقضاء علة فساد الجهاز الاداري للدولة ودعونا نأتي بالنقيض فبالاضاد تعرف الأشياء فلولا علمنا اللون الأسود لما ادركنا الأبيض .. على النقيض سيلتحق العاملون الجدد من باب الرشوة والمحسوبية فأولا .. دخل الى بيئة العمل وهو فاسد راشي او انتهازي سارق لفرصة غيره ويعلم انه مادخل هنا إلا لوجود احد الكبار في هذا المكان ( مرتشي) ويعلم أنَّ هناك وسطاء (رائشين ) فماذا تنتظرون من فاسد التحق بمكان يدرك تماما أنَّ جُلَهُ فاسد أيخرج طيبا .. أعلمنا طوال حياتنا أنَّ شجرة الصنت تثمر ورداُ أو أنَّ الذباب يخرج عسلا …… ولن يقف عند حد أنْ يكون فاسدا بل انه يبحث أنْ يكبر في فساده ليعوض مبلغ الرشوة الضخم فيفسد آخرين ليكونوا له وسطاء وإنْ دخل من باب الوساطة والمحسوبية فلابد أنْ يخلق لنفسه بابا لإلحاق آخرين من اقاربه واصدقائه .. هكذا مكَنَّا الفساد من جسد أجهزة الدولة .. ولن ننسى من تركناهم خارج الباب للبطالة وهم الأجدر بالعمل لمجرد أنهم لم يكونوا قادرين علي دخول سوق المنافسة بالرشوة أو المحسوبية فينالهم الإحباط واليأس بذورا لفساد اكبر ليصبحوا يوما ما هم ( الراشون )
ونكون إنْ اردنا واحسنا صنعا للقضاء على الفساد باغلاق الباب وتضييق المدخل بوضع آلية عادلة لإلحاق المواطنين بالعمل بكافة اجهزة الدولة ذات الطبيعة الخاصة الى كل مرافقها لتحسين بيئة العمل والحصول علي منتج جيد يتمثل في اداء صحي غير فاسد … والله هو الموفق والمستعان .
والي ان نلتقي ان اراد الله لنا البقاء حول مكافحة الفساد من مدخل آخر ..