” موظفي البريد بين الأمس واليوم ”
كتب : حمزه سليمان لطفي
” باحث في الشؤون الماليه والإقتصاديه “
إنه في ظل التحديات الحاليه سريعه الخطى بين جميع القطاعات الخدميه واللتي تسعى معظمها إلى تحقيق أقصى عائد ممكن من خدماتها اللتي تقوم بتأديتها للجمهور ، يدخل البريد المصري بكامل قوته وطاقته بموارده الماليه والبشريه كمنافس قوي وشرس ، وليس هذا على مستوى القطاع الخدمي فقط بل تعدى ذلك أيضا حيث أصبح الآن من أقوى الأجهزه الماليه والمصرفيه بالدوله متمثلا في تعدد الأوعيه الادخاريه الخاصه به واللتي تتميز بتعددها وتنوعها ، ويعتبر أشهر على الإطلاق ‘ دفتر توفير البريد ‘ ومن ثم تم استحداث العديد من الأوعيه الادخاريه الأخرى متمثله في الحساب الذهبي والفضي والبلاتيني والجاري بدون عائد الذي إستطاع في فتره وجيزه ان يتخطى كل أنواع حسابات الأجهزه المصرفيه الأخرى الموجوده على النطاق المحلي وأصبح كالأب الروحي لمعظم التجار وراغبي تبادل الأموال كنوع من أنواع سداد المستحقات الموجب تسديدها طرفهم .
وعلى الرغم من ان البريد المصري تتزايد خدماته المنوط به تقديمها يوما بعد الآخر بالأضافه إلى خدماته الأساسيه من توفير وحوالات ومعاشات ‘ وما أدراك ما المعاشات ‘ وطرود وبريد مسجل وسريع وبيع طوابع وغيره الكثير والكثير …الخ
وما تم استحداثه مؤخرا إلى حدا ما من شباك الأسره الخاص بوزاره التموين وكذلك بعض الأعمال الخاصه بالجمرك والمرور وغيرها من شحن دفع فواتير التليفونات الارضيه وفواتير الكهرباء والمياه .
إلى أنه ما زال يحتفظ بهذا العدد الضئيل من الموظفين وبنفس الرواتب المتعاقد عليها منذ بدايه تعينهم حتى الأن وهذا ما يثير الغرابه والإعجاب .
بالإضافه إلى ما ذكرت من كون البريد يعتبر الآن من اكثر الأوعيه الادخاريه منافسه وربحيه ما بين أكثر المؤسسات الادخاريه داخل الدوله إلى ان الموظف الذي يعمل به لا يكاد ينعم بأي درجه من الرفاهيه سواء من الناحيه الأداريه من حيث تبعيته لوزاره الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وما يترتب على ذلك من الناحيه الماديه وغيرها بالإضافه إلى ظروف العمل الصعبه الذي يعمل بها .
فموظف البريد الذي تحقق هيئته سنويا أعلى نسبه من الإيرادات اللتي تغطي التكاليف الخاصه بها وزياده ، لا يكاد يتساوى بموظف ‘ المصريه للأتصالات ‘ على الرغم من كونهم يتبعون لوزاره واحده وهي كما ذكرت ‘ وزاره الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ‘ فضلا على تزايد عدد الخدمات اللتي يقوم بها واللتي بالطبع تعود بالنفع على هيئه البريد التابع لها ومن ثم على البلد بأكملها .
فموظف البريد هذا الذي لا يعلمه الكثيرون فهو في احيانا كثيره جدا يعود إلى منزله بعد الساعه السادسه وأحيانا السابعه مساء ولا يعلم الكثير ذلك ، وخاصه في أوائل الشهر أثناء الأيام الخاصه بصرف المعاشات بأنواعها المختلفه من معاشات الرقم التأميني والحكومي والعسكريين ومعاشات الضمان الاجتماعي وغيرها .
فضلا على هذا كله ومع التزاحم الشديد على مكاتب البريد وضغوط العمل وظروفه الصعبه قد يخطئ ذلك الموظف أثناء عمله مما يضطره إلى دفع أموال من مصروفه الخاص هو وأسرته وأولاده بعد يوم عمل شاق مليء بالجهد والتعب وذلك بسبب خطأ ما ربما حدث مع أحد العملاء نتيجه لظروف العمل الصعبه والغير مناسبه اللتي يعمل فيها كما ذكرت سابقا .
وظل هذا الوضع كذلك كثيراً حتى أتى الفارس حقاً الفارس الذي لا يكاد أن يختلف عليه إثنين من موظفي البريد وهو الدكتور / ” شريف فاروق ” رئيس الهيئه القوميه للبريد الحالي والذي يهتم بالغ الإهتمام بالموظف ولأقصى درجه ممكنه منذ توليه المنصب وحتى الآن والذي ينتظر منه الموظفين المزيد والمزيد تقديرنا لتعبهم وجهودهم السابق ذكرها وتمشيا مع سياسة الدوله في النهوض بمؤسساتها الماليه وميكنة جميع خدماتها والذي يعتبر البريد أكبر وأهم ألياتها اللتي من خلالها تستطيع تنفيذ ذلك .
والله الموفق والمستعان ،،،