دمياط : فريدة الموجي
جمع بينهما يوم الميلاد 25 ديسمبر ، كما جمعت بينهما بعض الأعمال الفنية أشهرها مسرحية 30 يوم في السجن ، و اشتركا أيضا في نهاية مأساوية و لكنها مختلفة .
عادل خيري ممثل كوميدي ولد عام 1931، وهو ابن المسرحي رفيق درب الفنان نجيب الريحاني “بديع خيري” ..
لعب الحظ معه دورا كبيرا ، حيث لم يتم تصوير مسرحيات الريحاني فقررت الفرقة إعادة تمثيلها ووقع الاختيار على عادل خيري ليؤدي دور الريحاني و يتألق في ثماني سنوات هي كل عمره الفني ، وتحكي ابنته “عطية” فتقول : والدي كان مريضاً بالسكر ثم أصيب بتليف الكبد ، و قبل وفاته بعام كان لا يستطيع أن يستكمل العرض المسرحي دون يأخذ بعض الحقن والأدوية في فترات الراحة بين فصول المسرحية ، واستمر الحال على هذا النحو حتى توقف نهائياً عن العمل في المسرح في أواخر أيامه بعد أن ساءت حالته و أصبح مقيماً في المستشفى بصفة مستمرة ..
وكان الفنان محمد عوض يقوم بدور والدي على المسرح أثناء فترة مرضه ، فقد كان من القلائل الذين صادقهم والدي داخل الوسط الفني ، و قد حكت لي والدتي أن أبي «زهق» من البقاء طويلاً في المستشفى و الابتعاد عن رؤية جمهوره ، فقرر الذهاب ذات مرة إلى المسرح ، و بعد أن انتهى العرض توجه إلى خشبة المسرح من الكواليس فضجت القاعة بالتصفيق طويلاً له ، فانهمرت الدموع على وجنتيه متأثراً بحفاوة الجمهور به ..
وقد توفى بعد هذا المشهد بأيام في 12 مارس 1963 و كان عمره 32 عاما ، و كأنه كان يريد أن يلقى نظرة الوداع على المسرح الذي ارتبط به منذ أن كان يذهب إليه و هو طفل بصحبة والده ..
أما ميمي او أمينة شكيب فقد ولدت عام 1913 لعائلة كبيرة و ثرية ، تعود لأصول شركسية ، فكان والدها مأمورًا لقسم بوليس حلوان ، و جدها ضابطًا بالجيش في عهد الخديوي إسماعيل ، أما والدتها فكانت سيدة أرستقراطية ..
و كانت لها شقيقة واحدة تكبرها بأربع سنوات هي زينب أو الفنانة زوزو شكيب ، بعد وفاة والدها تقدم لخطبتها أحد الأثرياء و هو ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء ، و على الرغم من أنه يكبرها بنحو عشرين عامًا ، إلا أنها وافقت طنًا منها أنها ستعيش حياتها بحرية و انطلاق ، حيث كان والدها شديدا و متزمتا ، إلا أنها فوجئت بأن زوجها أكثر تزمتًا من والدها ، حيث منعها من الخروج بشكل نهائي ، فحدث الانفصال ، و بعد الانفصال فكرت ميمي في العمل بالفن ..
وجدت فرصتها الأولى من خلال جماعة أنصار التمثيل و السينما ، فانضمت لها و تدربت فيها لفترة ، ثم أسست فرقة تمثيلية خاصة بها حتى ذهبت مع شقيقتها إلى نجيب الريحاني فضمهما لفرقته ، ثم تزوجت من الفنان سراج منير و استمرت تلك الزيجة حتى وفاة سراج و كانت تعتبر من أقوى زيجات الوسط الفني و أكثرها استقرارا ..
و بجانب التمثيل عاشت ميمي شكيب حياة اجتماعية صاخبة حتى بعد تقدمها في السن ، و كانت تقيم حفلات يومية في منزلها ، يحضرها عدد من كبار المسئولين في الدولة ، و أثرياء مصريين وعرب ، بالإضافة لعدد من الفنانات الشابات الجميلات ..
وفي أحد أيام شهر فبراير عام 1974، تم القاء القبض عليها و معها مجموعة من الفنانات الشابات بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب ، و هى القضية التي عرفت باسم “الرقيق الأبيض” أو “قضية الآداب الكبرى” ..