بقلم : تامر إدريس
كثيرون هم؛ أولئك الذين لا يعتبرون من كبواتهم، ولا يتداركون شيئا من أخطائهم، زلَّة تلو أخرى، وحسرة تردفها حسرات.
ما العلا إلا مشاقٌّ وموازنات، وما العلياء سوى نفيس الدرجات، النفس ترتع ولا ترجع، والخاطر من ضيق الصَّدر بالأحوال يتوجع ويتقطع.
أناس بلا جوهر، وبريق خدَّاع بالزَّيف مُرَّصَع، حديثٌ مُنَمَّقٌ، وخُبْثٌ مُقَنَّعٌ، زَكِيُّ النَّقْدِ في الزِّفْتِ يُنْقَعُ، فبئس زائِلُ المظهر، وَحُطَّ غَائِلُ المَخْبَر!.
النَّاسُ معادنٌ، والنَّاسُ لِلنَّاسِ؛ مُسلَّمَاتٌ هي أثمن وأقنع، استلاب القلوب يأتي ببسمة، بخالص مودة وصادق محبة، بلقاء دافئٍ على مواقد الرُّوح.
ليس شرطا أن تتفانى في العطاء، ليس لزاما أن تثني أو تجامل، ولا أن تتكلف عناء الظهور، فلربما كان ليسير الصُّنعِ أثره الذي يفوق جَمَّ الفِعَال.
غاية الغايات الرضا، والغيث يحيي موات الأرض كما ينفي الكير أخباث المواد، تعسًا لعبدٍ شقيٍّ جنى من سوء الشمائل بغضاءً في القلوب، ومقتًا في النفوس، وهِنَّةً في الرؤوس!.
كسب القلوب أولى من استراق الجيوب، جميل الأثر فواز للمرء يغنيه عن ذاخر الدروب.
إنَّما هي سجايا وجِبلَات، الطَّباعٌ غالبةٌ مهما جاهدتها العقول أو استمالتها النفوس، تبرزُ الأفعال للعيان مُنْبِئَةٌ بما في الغيابات من مخبوء البغض ودفين النِّكوص.
أتراها جِبايَةٌ تحصى على عجلٍ، ويوما ما سيكتب لها أن تعود؟!، قد يكون.
يومٌ بيومٍ، حينًا نُسَاء وحينًا نُسَرُّ، هكذا تعلمنا الحياة وهكذا تسير الأمور، ولا ننسى أن نفيس الألماس لا يصاغُ إلا في جحيم الصخور.