هل للتقنيات الحديثة دور في محاربة الفساد
صباحك تكنولوجيا: بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
يٌعد الفساد أخطر شيء ممكن أن تٌعانى مِنه دول العالم بلا استثناء فهو ظاهرة اجتماعية حتى لو اختلفت النسب بين الدول، وهو يعنى الاضطراب والخلل وإلحاق الضرر بالأفراد والمجتمعات وهو كل عمل يتضمن استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته ويَعنى أيضًا التدخل لِصالح فرد ما أو جماعة دون الالتزام بأصٌول العمل والكفاءة اللازمة مثل تعيين شخص في منصب رغم كونه غير كٌفء أو مٌستحق.
وسعت كٌل دولة للحد من الفساد المالى والأدارى بوضع القوانين والمعايير اللازمة، وتعددت الأساليب والوسائل والإجراءات والهيئات التي تبنتها مٌختلف الِدول للوقاية من هذه الظاهرة الخطيرة ومٌكافحتها، وعلى الرغم من وجٌود عزيمة حٌكومية لمكافحة ومحاربة الفساد إلا أن غِياب قواعد العمل والإجراءات المكتوبة ومٌدونات السلوك للموظفين والخبرات اللازمة لشغل الوظائف وأهمال الكفاءات العلمية ووجود قوانين غير مطبقة جيدا أو تحتاج إلى تحديث هو ما يفتح المجال لممارسة الفساد.
وحيث أن التٌكنولوجيا الحديثة اصبحت سلاحًا مهمًّا في معركة مكافحة الفساد الأدارى والمالى وتأثير الثورة الرقمية على الحياة الإنسانية بصورة لا يمكن إغفالها بأساليبها الجديدة والتى يٌمكن من خِلالها تتبع الفساد المالي والإداري وهذا الإجراء لم يكٌن متاحًا من قبل، خاصةً في ظِل جَرائم فساد متنامية سواء في جانب الرشوة أو التقصير الإداري أو استغلال النفوذ والوساطة، وغير ذلك من جرائم.
ويٌعد حٌسن الاختيار لشغل الوظائف العامة من أهم خطوات الوقاية من الفساد المالى والأداري وان يكٌون على أساس الكفاءة والأمانة وبشفافية تامة، والشفافية يجب أن تكون من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة والاختبارات التي تقيس نسب الذكاء والقدرة على الملاحظة وسرعة البديهه وغيرها من المعايير على أن تكون كل مرحلة من الاختبار واضحة النتيجة للمتقدم في ذات الوقت لمنع التلاعب بالنتائج، فمن حَق المٌتقدمين للوظائف معرفة نتائجهم ومقٌارنتها أيضا بنتائج الغير ومقارنتها بالمعايير المطلوبة لشغل الوظيفة.
فالقضاء على الفساد يتطلب كذلك صحوة ثقافية تٌبين مخاطره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتنشر الوعي بأخطاره العَالية، آما أن مٌحاربته تتطلب رأيًا عامًا نشطًا وواعيًا يٌتابع الأحداث، ويَهتم بالكشف عن حالات الفساد ويٌعاقب عليها، وتتطلب أيضًا وجود معايير تفصيلية لكٌل وظيفة واضحة لجميع المٌتقدمين فلا نَحتاج بعَدها لإخفاء النتائج وهذا ما يٌسمي بالشفافية.
ويجب توحيد الجٌهود لمواجهة الفساد الإداري والمالي والتعرف على أسباب وجٌودهما للتقليل من آثارهما والحصٌول على الدعم السياسي اللازم من قبل السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية والحٌصول على الدعم اللازم لتطبيق الاستراتيجية الخاصة بحِماية النزاهة ومٌكافحة الفساد ماليا وقانونيا وإعلاميا ودوليا ووضع الخطط العامة والتفصيلية لمٌكافحة الفساد وتعزيز النزاهة لمواجهته وتقليل اثرة.
ولعلك عَزِيزِي القَارِئ تتفق معى في أن اهم عناصر قوة الأمة جودة تعليمها ونزاهة قضائها وحسن اختيار قادتها ومحاربة الفساد على كل مستوى (القائد المناسب في المكان المناسب) فإذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد؟ فيجب علينا جميعًا التصدى للفساد بكل أنواعة ومحاربتة بالقانون. . وللحديث بقية، ،