وجهة نظر
كتب:جمال والي
بمناسبة الذكرى ال69 لثورة 23 يوليو 52
– أعتقد أننا لو عدنا بالذاكرة إلى ما تم بعد ثورة 23 يوليو 1952، وقمنا بعمل مقارنة بسيطة مع ما تم بعد ثورة 30 يونيو 2013.. سنجد دون عناء وجود أوجه شبه كثيرة بين الحقبة الناصرية ، وحقبة السيسى التى نعيشها الآن ، ونفس الأهداف تقريبا .. حتى نفس المؤامرات والمعوقات التى إستهدفت إيقاف حالة المد التنموى مع الرئيس عبد الناصر هى صورة طبق الأصل التى تحاك الآن مع الرئيس السيسى .
– أذكر حضراتكم بعد ثورة يوليو 52 لما تحول “عبد الناصر” إلى مشروع وطن ، وتعلقت به آمال المصريين .. أيضا حدث نفس الشئ بعد ثورة 30 يونيو 2013.. حيث تحول كذلك “عبد الفتاح السيسى” إلى مشروع وطن ، وتعلقت به أحلام الغالبية العظمى من المصريين من أجل الآتى:-
1– الحفاظ على الهوية المصرية ، والحيلولة دون إنزلاق مصر إلى ما آلت إليه دول عربية كبيرة نتيجة العبث بالثوابت الوطنية .
2– خروج مصر من دائرة الفقر والعوز والإنطلاق نحو الإنتاج والتنمية التى تؤهلها بأن تتبوأ مكانة أفضل .
– أعتقد أنها تقريبا كانت نفس الأهداف التى سعى إلى تحقيقها “عبد الناصر” بعد ثورة 23 يوليو .. بدليل أن الحلم الذى بدأ يتحقق الآن مع الرئيس السيسى ، ورافقته حركة واسعة للنهوض بالبلد ظهرت معه مع الأسف أيادى كثيرة داخلية وخارجية تريد إفشاله وتحطيمه .. كما حدث بالضبط مع الرئيس عبد الناصر حيث شهدت مصر معه وقتها نهضة كبرى .. بل أنه كان قاب قوسين أو أدنى بأن تتحول مصر فى عهده إلى نمر شرق أوسطى حقيقى .. لكن يبدو أنه كان ممنوعا على أى رئيس مصرى أن يحلم ، وإذا حلم ألا يكمل الحلم فتم جره جرا إلى حروب لم يكن مستعدا لها ، ومن ثم توقف الحلم .. لذلك نجد الرئيس السيسى الآن يحاول بصعوبة الإبقاء على حلم المصريين بتفادى كل الشراك المنصوبة له وللدولة المصرية بمكر ودهاء منقطع النظير ، وبفضل الله قد نجح فى تخطيها ببراعة ومهارة شديدة على الأقل حتى الآن .. لكن كما نرى أهل الشر لا يملون من تكرار المحاولة ولن يتوقفوا كما قال .
– كذلك أيضا حلم الرئيس السيسى أعاقه بشدة إفتقاده الكوادر من القيادات القادرة الواعية التى تشاركه العمل الشاق المضنى الذى يتم الآن .. حيث أنه ينقصه كوادر تدرك حجم المسئولية وتعى المتغيرات الدولية ، وتستطيع إدارة موارد الدولة المتاحة بكفاءة بعيدا عن جيوب المواطنين ، وتكون قادرة على تنفيذ خطتة الطموحة للخروج بمصر من دوامة المشاكل المتلاحقة لتحقق إنطلاقة إقتصادية وإجتماعية غير مسبوقة ، ولم يجد الرئيس السيسى تلك الكوادر حتى الآن .. صحيح الوضع كان مختلفا مع الرئيس عبد الناصر .. فقد كان لديه مجموعة هائلة من الكوادر والشخصيات الوطنية ذات الوزن الثقيل التى ساعدته كثيرا فى تحقيق الإنجاز الضخم بقدرة عالية وسرعة وكفاءة .. لكن كما قلنا الأمواج كانت عاتية جرفت معها حلم الرئيس ناصر ، وجرفت معه حلم الشعب المصرى مع الأسف .. حقا التاريخ يعيد نفسه .