وداعا
الأستاذ الدكتور محمد الطباخ
رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد 26/9/2021م الأستاذ الدكتور محمد السيد الطباخ أستاذ البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور، بعد رحلة مع المرض ، وقد عاش حياته منذ طفولته مجدَّع اليدين بعد سقوطه في صباه تحت عجلات القطار، وقد حصل على أعلى الدرجات العلمية وراح يؤدي واجبه الوظيفي ودوره الدعوي والاجتماعي والإنساني على أكمل ما يكون، ثم أسلم روحه في منتصف عقده السادس وقبل أن يبلغ سن المعاش، محتسبا عند الله ما قدم خالصا لوجهه تعالى.
ويواسى الدكتور عبدالوهاب قرانيه المصاب الجلل بهذه الكلمات عن العالم الراحل فيقول
تَرَحَّلَ العالِمُ النحريرُ مُصْطَبِحًا
فأغلسَ الصبحُ بالأحزانِ والكمدِ
واستقبل الأهلُ أنباءً تُفَزِّعُهم
تستجلب الحزنَ والأشجانَ للأبدِ
وليس ذاك نصيبَ الأهلِ وحدهمُ
لكنَّ كليتي ثكلَى بذا الولدِ
فالكل أذهله فقدانُ طلعتهِ
إذ كان أستاذنا تشـريفةَ البلدِ
له علينا أيادٍ ما بها عَطَبٌ
كالبحر يعطي ولا يمتنُّ بالرَّفَدِ
قد كان كالفجر يلقانا ببسمته
وكالضحى مشرقا والشمسِ في عَمَدِ
“طبَّاخُ” يا صاحبي ما صرتَ مفتقَدًا
فالروح تبقى حوالَيْنا بلا جسدِ
فيذهب الجسم عنا إذ نودعهُ
والروح تبقى مع الأرواح في رغدِ
كأنك البحر يبقى ما تقدمهُ
وعنك يذهب ما قد خفَّ من زبَدِ
أكاد يا صاحبي أرنو لروحكمُ
قدِ التقتْ جسدا تاما بلا جَعَدِ
فرحتَ تمرح في عُلْيَا الجنانِ كما
يحلق النَّسْرُ في شماءَ كالوتدِ
فلن يغيب محياكم إذا ذُكِرَتْ
مكارمٌ لكمُ فاقتْ بلا عددِ