وقفة لظاهرة عنف الملاعب/جريدة حكاية وطن
للكاتب الأستاذ : محمد عبد المجيد خضر
ملاعب الوطن العربي هي الاكثر سخونة وانحراف وعنف، وخصوصًا دول شمال أفريقيا مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وذلك انحراف شديد جدا عن الهدف من ممارسة الرياضة.
أعتقد جازما ان ذلك الانحراف إزداد كثيرا جدا بعد ان دخلت الالعاب الرياضية مرحلة الاحتراف، التي أنتجت عوامل وتحولات كانت سببا حتميًا للفساد والإفساد، ولا نستثني من ذلك الاتحادات الدولية والافريقية، من التلاعب بمشكلات الاندية التابعة لهم أيضا بالفساد المالي.
فقد ظهر وكلاء وسماسرة ومقامرات على الفوز أيضا فساد بالتحكيم، وهو من اكثر المفاسد للضمائر بل هو أعقدها حقيقة، فقد أكتشفت عدة حالات رشوة وتواطؤ من حكام لصالح فرقا معينة، تتمتع بوفرة في المال تمكنها من دفع أموال كبيرة تمهد لها الوصول لترتيبات متقدمة، بالغش والرشوة.
أيضا اشتعلت نار الاستحواذ على اللاعبين المحترفين وتضاعفت قيمة اللاعبين بطريقة بشعة وغبية وغير منطقية، بحيث تحولت ادارات الأندية ورؤسائها الى العمل بلا روح رياضية، وفي بعض الصفقات يتم العمل بطرق غير شريفة ومكر وكيد، والعمولات أيضًا والاغراءات مما أفقد اللاعبين احساس الانتماء، واصبح هدفهم وقبلتهم المال ثم المال ثم المال.
ثم ظهرت على السطح شخصيات رياضية وايضا من خارج الوسط الرياضي ورؤساء الاندية، للتنافس الغير شريف بطريقة مزرية، والاعلام والسوشيال ميديا كل منهم يحاول فضح الآخر، ونشر غسيل غير نظيف للوسط كله، ومنافسات ووصلات من الردح وقلة الادب وتلاسن باقبح الالفاظ الممكنة على قنوات التلفاز الكثيرة علنا بلا خجل، وتصدر المشهد اناس ليس لديهم ثقافة رياضية اخلاقية!؟ تعيد لها قيمتها وتسعى للهدف المنشود منها، بدلا من تدخل محاكم الدولة بالانشغال بهذه الظاهرة المشينة.
لذا فانني أطالب بتعديل القوانين المنظمة للعملية الرياضية بالكامل، ووضع ضوابط شديدة تحث على الالتزام والاحترام والأخلاق، لتفادي الاخطاء السلبية والانحراف وتصرفات اللاعبين، ووقف الاعتداء على الحكام وتشديد العقوبة لتصل الى السجن والحرمان من ممارسة اللعبة، ابدا في حال عدم الالتزام لكبح جماح العنف والانحراف الخلقي.
وفيما يتعلق بالرشاوي فيجب استحداث قوانين تعرض المرتشي للسجن، ثم وضع حد أعلى لاثمان اللاعبين فلسنا في مجال الاتجار بالبشر بهذه الطريقة، ووضع أسس قانونية رادعة للقائمين على ادارة الاندية للالتزام بالقيم الاخلاقية اولا واخيرا، ووضع قواعد مشددة تنظم اعمالهم وتشديد العقوبة وتغليظها على من لا يلتزم، لان هذا المجال مؤثر جدا في حياتنا واولادنا وتنمية روح الانتماء والمواطنة.
أخيرا فانني انوه بأن بعض القوة الشريرة بدأت تتدخل للاستفادة من المناخ العام الفاسد، وفجأة ظهر ما يسمى بالالتراس وهو شئ مستغرب ونشك فيهم، كيف تم تنظيمه وجمعه ومن يدعمهم ومن ثم يستخدمهم لأغراض سياسية، بعيدة كل البعد عن الرياضة وأهدافها والتشجيع الجميل بروح رياضية فقد كانت الرياضة سبيل للجمع بين الشباب وكل الاعمار، للاستمتاع والتنمر اللذيذ الجميل وروح الفكافهة والمحبة بين الاصدقاء، والتي تحولت بقدرة قادر الى تحزب وكراهية وشتيمة وقلة أدب منقطعة النظير، افسدت المناخ العام وحتى المواطنة لذلك يجب الغاء هذه التكتلات والتجمعات الفاسدة قطعيا.
اللهم اعد الينا رشدنا ومحبتنا واجمع كلمتنا لما تحبه وترضاه، واعنا على طرد كل ما هو فاسد في حياتنا الرياضية التي كانت جميلة مسلية تجمع ولا تفرق والله المستعان.