يعيش السودان الآن اسوأ حالاته وأوضاعه مع إنعدام الأمن
وانتشار العنف المسلح
بقلم : يوحنا عزمي
السودان هناك والتي لا يعرف احد مصيرها ولا كيفية تأمين خروجها وإعادتها الي أوطانها بسلام وهو ما تتضاءل احتمالاته بطبيعة الحال مع تصاعد حدة العنف وتسيب الأوضاع وانفلات الأمن وتراجع دور الأجهزة الأمنية المسئولة عن ضبطه وفرض سيطرة الدولة عليه .. وهي مرحلة لا يبدو ان السودان بات بعيداً عنها.
الأوضاع المأساوية الراهنة في السودان بكافة جوانبها وابعادها السياسية وغير السياسية ، تبدو ضبابية وغامضة إلي اقصي حد ولا يوجد مسئول سوداني رفيع المستوي في اي موقع من مواقع المسئولية بمن فيهم الفريق البرهان نفسه ، وهو رئيس المجلس السيادي او الرئاسي الأعلي ، له حضور واضح في هذا الموقف
او يتحرك بدور مهم في إدارة هذه الأزمة يتفق وخطورة الأوضاع الراهنة وترديها إلي هذا الحد ..
فالعالم لا يسمع من الخرطوم سوي تصريحات مقتضبة لا يعرف
من أين تصدر اثر اختفاء المجلس السيادي من الصورة بعد ان داهمته الأحداث الأخيرة وافقدته توازنه وتماسكه بالصراع الذي
دب بين رئيسه ونائبه واعضائه وقسمتهم إلي معسكرين متخاصمين حتي أنه لم يدعي إلي إجتماع عاجل لبحث ما يجب ان تكون عليه معالجته للأزمة التي تمزق السودان .. وهو ما يزيد الأمور سوءا وتدهورا في غياب سلطة عليا مسئولة عن إدارة أوضاع البلاد في هذه الظروف العصيبة.
وبسبب هذا كله وكنتيجة له ، فإن العالم الخارجي اصبح يعيش مشكلة حقيقية مع السودان ، فهو لم يعد متأكداً من حقيقة من يمسك بزمام الأمور فيه الآن ، ولا من يملك فيه سلطة إتخاذ القرار ولا من يمكن التنسيق او التواصل معه ، ولا من يمكن تحميله بالمسئولية عن حماية حياة الجاليات الأجنبية المقيمة في السودان من اي عدوان يمكن ان يقع عليها ويعرضها للخطر .. هذه وغيرها مشكلات ملحة تضغط علي كافة الحكومات في الخارج وتثير لديها شعورا عميقا بالخوف والقلق علي مصير مواطنيها ، ومع عدم وجود حلول إنقاذ متاحة امامها ، فإنه لن يكون امامها من خيار يمكنها التصرف به سوي الانتظار والتذرع بالصبر لأن التدخل بالقوة سوف يكون كارثيا في فداحة تكاليفه وسوء نتائجه.