الغرور الروسي والغزو الذي يهدد أوربا بأكملها
بقلم نبيل أبوالياسين
إن«فلاديمير بوتين»، الرئيس الروسي الحالم دوماً إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية، والذي يستقوى على دول الجوار، ويتحدى القانون الدولي، ضرباً عرض الحائط كافة القوانين، والأعراف الدولية المتبعه، ومواثيق الأمم المتحدة هو«قاتل المسلمين»، بعد تعيينة رئيساً للوزراء عام 1999، حدثت تفجيرات في روسيا، وأتهم “بوتين” مسلحين في الشيشان بتنفيذها، وشنَّ حرباً قاسية عليهم، إستمرت لعدة سنوات، وراح ضحيتها قرابة النصف مليون مسلم شيشاني، بعد أن كبَّدوا القوات الروسية خسائر فادحة عانت منها روسيا لسنوات كثيرة.
لمن لا يعرف الكثير عن الرئيس الروسي “بوتين” الذي يقود العالم الآن إلى حرب عالمية ثالثة قد تزيد من معاناة شعوب العالم إقتصادياً، بجانب معاناتهم من فيروس كورونا«كوفيد-19»،بوتين الذي تَوَهَّمَ بأنه زعيم روسيا الأوحد، الحالم، والمُتَوَهَّمَ إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية مرة أخرى.
ولد «بوتين» في مدينة” بطرسبرج”، 7 أكتوبر عام 1952، درس القانون في جامعة «بطرسبرج»، وتخرج فيها عام 1975، درس في أكاديمية المخابرات الخارجية بجامعة «سانت بطرسبرج»،
حصل على شهادة جامعية في العلوم الإقتصادية، وبدأ حياتهُ المهنية ضابطاً في المخابرات السوفيتية، وكانت مهمتهُ آنذاك التجسس على الطلاب الروس، والأجانب، وإختبار ولاء الدبلوماسيين الروس في ألمانيا الشرقية، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1990، ثم تقاعد برتبة مقدم.
وصعد سريعاً “بوتين“، وعُيّن نائباً لمدير ديوان الرئيس الروسي عام 1997، وتم ترقيتةُ عام 1998 مديراً لجهاز الأمن الفيدرالي، أحد أذرع الإستخبارات السوفييتية سابقاً، وإختاره الرئيس الروسي «بوريس يلتسن» رئيساً للحكومة عام 1999، كما عيّنه نائباً له أيضاً،
وتولّى ”بوتين” رئاسة روسيا بالوكالة، في ديسمبر 1999، بعد إستقالة «يلتسن»،
وإنتُخب في مارس 2000 رئيساً لروسيا، وأُعيد إنتخابه في مارس 2004، وعُين رئيساً للوزراء منذ عام 2008، ثم أُعيد إنتخابه رئيساً لولاية ثالثة عام 2012، بإنتخابات شابها التزوير حسبما قالت الصحف المعارضة آنذاك.
••صدام”بوتين” مع الغرب !!
زاد التوتر بين روسيا، والغرب منذ عام 2012، بعد أن حظر تبني الأطفال الروس في أميركا، وإحتلاله جزيرة «القرم» الأوكرانية عام 2014، ومساندتهُ بعض الأنظمة في كثير من الدول العربية، وغيرها في قتل شعوبها ، فضلاً عن تدخلهُ في الإنتخابات الأميركية عام 2016، ما جلب لبلاده عقوبات إقتصادية قاسية تعاني منها البلاد حتى الان.
•• «بوتين» الرئيس الروسي المتغترس والنهاية المحتملة!!
عنونت الصحف العالمية
«الروس يدقون طبول الحرب»، و أميركا تحذر من غزو يهدد أوروبا بأكملها
و«حرب عالمية ثالثة» تطل برأسها، ماذا يحدث بين روسيا وأوكرانيا، وما هو الموقف الأميركي؟ وتسأؤلات عدة العالم كله “خَائِفًا يَتَرَقَّبُ”.
و”روسيا” تفرض نفوذها على العالم، ومن وجهة موسكو إنها نجحت في فرض نفوذها على الدولة الأوكرانية الجديدة عبر شحنات الغاز الرخيصة، والتحكم في النخب الحاكمة، لكن إنتفاضة شعبية إندلعت عام 2004، عرفت بأسم «الثورة البرتقالية»، أدت إلى فوز «يوتشينكو» المقرب للغرب بالرئاسة، على حساب «يانكوفيتش» الموالي للروس.
وفي نزاع تاريخي”أوكرانيا” طوال تاريخها كانت جزءاً إما من الإمبراطورية الروسية، أو الإتحاد السوفييتي، لكن قطاعاً كبيراً من الأوكرانيين نظروا”لـ “الروس بإعتبارهم محتلين، إذ صوت 92% منهم عام 1991 على الإستقلال كأمة لها ثقافتها، ولغتها الخاصة، بدلاً من البقاء ضمن الإتحاد الروسي في ذلك الوقت.
وسرعان ما أدرك الرئيس الأوكراني الجديد«فولوديمير زيلينسكي» التحكّم الروسي، ما دفعة إلى تعزيز علاقاتهُ مع الإتحاد الأوروبي، وحلف «الناتو»، وهو ما رد عليه بوتين بوقف إمدادات الغاز عدة مرات، وممارسة ضغوط إقتصادية، فضلاً عن التدخل السياسي، حتى نجح في تنصيب «يانكوفيتش»رئيساً لـ أوكرانيا عام 2010، وجاءت
«الثورة البرتقالية» التي إستعادت زخمها مع عودة أوكرانيا إلى أحضان الروس، حتى أجبرت «يانكوفيتش» عام 2014 على الهرب إلى روسيا، التي إعتبرت ما حدث «تمرداً مسلحاً»، لتقرر مساندة المتمردين الذين أعلنوا إنفصال الأقاليم الشرقية عن أوكرانيا، وإحتلت شبه جزيرة «القرم».
وإشتعال الأزمة مجدداً
وبدأ الفصل الأخير من الصراع بعد حشد روسيا على حدود أوكرانيا أكثر من 70% من قواتها اللازمة لغزوها، ومحاصرتها من كل إتجاه، حيث إن الروس صار بإستطاعتهم غزوها في غضون ساعات، مطالبين بتعهد الغرب بأن «كييف» لن تنضم أبداً إلى حلف «الناتو» في محاولة منها فرض نفوذها على العالم.
بإعتراف روسيا بالإنفصاليين في 21 فبراير 2022، والذي يعُد عدم رشد سياسي قد توشك بنهاية الدب الروسي “بوتين” الذي بإستقلال منطقتي “دونيتسك ولوغانسك “عن أوكرانيا، اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الإنفصاليين الموالين لموسكو، وسط رفض دولي،
كما وافق المجلس الروسي على نشر جنود روس في الخارج، بعدما طلب بوتين إرسال قوات لدعم الإنفصاليين.
•• غرور”الدب الروسي” والقدرات العسكرية !!
بخلاف إمتلاكه ترسانة نووية، وإنه يحتل المرتبة الثالثة عالمياً في الإنفاق العسكري، بميزانية سنوية تتخطى 64 مليار دولار، وعدد جنود الجيش الروسي وصلت 900 ألف مقاتل، في المقابل، ميزانية أوكرانيا العسكرية تبلغ 10 مليارات دولار، ويقدر حجم قواتها بـ 200 ألف مقاتل، ما دفع غرور هذا الدب الروسي والتي قد تكتب نهايتةُ
بالإستقواء على أوكرانيا ومحاولة غزوها.
•• النهاية المحتملة هل حرب عالمية ثالثة أم نهاية للغرور السياسي، وإستضعاف جارتها؟
عقوبات على روسيا
والرئيس الأميركي “جو بايدن”أعلن فرض حزمة من العقوبات على روسيا، رداً على إعترافها بإستقلال منطقتي “دونيتسك، لوغانسك”، وأكد؛ أن العقوبات جاءت بالتنسيق مع حلفاء، وأصدقاء أميركا، محذراً من خطوة موسكو الأخيرة، بأنها تمثل بداية «غزو عسكري» لجارتها أوكرانيا مرفوضة دولياً، وتعد فرض نفوذها، وتحدي سافر لكافة القوانين، والأعراف الدولية المتبعه، ومواثيق الأمم المتحدة.
وقد تبدو كتابة السطور الآخيرة من النهاية الوشيكة، والمحتملة”بايدن” في ساعات متأخرة من مساء أمس “الأربعاء” الولايات المتحدة، وحلفاؤها، وشركاؤها سيردون على موسكو بطريقة موحدة وحاسمة، وبوتين إختار حرباً ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح، وتعلن”تركيا” أنها تدعم نضال أوكرانيا من أجل حماية وحدة أراضيها، وستقوم بما يقع على عاتقها لضمان سلامة أرواح كل من يقيم في أوكرانيا لا سيما مواطنينا، وأشقائنا التتار حسبما جاء في تصريح«رجب طيب أردوغان»
رئيس تركيا مساء أمس.