السادة رؤساء الأحزاب لا تنسوا أنفسكم.
بقلم عبير مدين
مع انعقاد جلسات الحوار الوطني ومع التساؤلات التي طرحها السيد عمرو موسى حول بعض اسباب مشاكل الدولة أود أن أشير إلى موضوع غاية في الأهمية وهو غياب الدور الحزبي في المجتمع، حتى فترة قريبة كان الشارع يطلق على الأحزاب المصرية لفظ كرتونيه، للأسف حتى هذا الكيان الكرتوني غاب عن عين رجل الشارع لا يظهر إلا في موسم الانتخابات و رمضان من خلال بعض الشنط والكراتين بها بعض السلع الغذائية والبعض من خلال شئ من الندوات الأدبية والشعرية والحقيقة أن هذا وضع مهين من وجهة نظري وبعيد كل البعد عن مفهوم السياسة الذي اعرفه ورباني عليه والدي رحمه الله.
لقد كان للأحزاب السياسية المصرية القوة في رسم سياسة الدولة والقدرة على تشكيل الحكومة ومحاسبتها قبيل ثورة يوليو، الآن لا حتى معظم أعضائها غير مثقفين سياسيا والموضوع بالنسبة لهم رفاهية ووجاهة اجتماعية!
الحقيقة أن العمل السياسي والفكر السياسي له شكل ومضمون آخر غير الموجود الآن فهو بالنسبة لي له قدسية خاصه وطقوس ولعل أهم هذه الطقوس الثقافة العامة وقراءة مابين السطور والمستقبل.
أيضا من المشاكل التي تواجه معظم الأحزاب المصرية عدم وجود تمويل ودعم مالي لانشطتها حتى أن الكثير منها لا يوجد له مقار بالمحافظات!
واكتفت أن تكون أحزاب فيسبوكية!
بعد أحداث يناير وحل الحزب الوطني للأسف عاد من جديد في صورة أخرى وتكدس رجال الأعمال في حزب واحد وقد كتبت وقتها أن هذه جريمة سياسية وتقضي على المنافسة وتحدث مشكلة في الترشح لأي استحقاقات انتخابية وقد كان!
على الدولة أن تساند الاحزاب من خلال السماح لها بالتعاون معالمداري و قصور الثقافة ومراكز الشباب ولو برسوم رمزية من أجل احتواء الشباب و النشء وتوجيههم نحو أنشطة مفيدة لهم تنعكس على الرقي بالمجتمع.
كذلك على هذه الأحزاب أن تكون ذات تواجد مجتمعي أكثر وتصنع لنفسها مصدر تمويل بالتعاون مع الدولة من خلال تعليم مختلف الفئات العمرية بعض المهارات والصناعات اليدوية ولو في أبسط صورها وإتاحة عمل معارض لتسويقها بما يعود بالنفع على الجميع.
على رؤساء الأحزاب أن يدركوا أن الريف بيئية خصبة وأهم من المدن في وضع اللبنات الاولى لأي أساس فكر ثقافي وأن سر توغل بعض الجماعات المتطرفة هو أنهم بدأوا من الريف.
زرع الأفكار والانتماء يبدأ من الصغر على العموم سواء سن صغير او مجتمع صغير بعدها يحدث الانتشار.
كذلك العمل على تبني مواهب الصغار يعود بالاستقرار على المجتمع لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين الأحزاب والمؤسسات الحكومية من أجل خلق منافسات تعود على الدولة بالنفع وتخرج بنا من النفق المظلم للانهيار الأخلاقي الذي أصبح صداع في رأس الجميع.
إن محاربة الأفكار السلبية والمتطرفة لن تأتي ثمارها المرجوة الا بالفكر الإيجابي
لذلك أناشد كل رؤساء الأحزاب وقياداتها المشاركين في الحوار الوطني ألا ينسوا أنفسهم كممثلي هذه الكيانات والعمل على تصدر المشهد السياسي المصري فعلى الأبواب سباق الانتخابات الرئاسية وحتى الآن لم تتبلور لديهم فكرة اعداد مرشحين للدفع بهم في السباق وهذا لن يأتي بين يوم وليلة بل يلزمه عمل شاق وتدريب وتأهيل سواء أعلن الرئيس السيسي نيته الترشح للرئاسه أم لا فيجب على هؤلاء الاستعداد فمن العار ألا يكون لدينا منافسين وصفوف ثانية لهم.
نقاش حول الموضوع الحالي