استقيموا يرحمكم الله.. اليس منكم رجل رشيد
بقلم : سامى ابورجيلة
من يتطلع الى مواقع السوشيال ميديا ، أو يقرأ بعض المنشورات فيها ، تصيبه حالة من الاكتئاب والحزن ، وأحيانا حالة من الغثيان على ماوصل اليه حال البشر من تدنى الأخلاق ، بل من تناحر وفيها الفاظ لا تتناسب مع أخلاقنا ، ولا مع مجتمعاتنا .
وتخيلوا تلك الألفاظ التى يقرأها القاصى والدانى ، وأحيانا يسمعها أولادنا ( شباب ، وبنات ) فماذا يكون موقفك أمام بناتك ، وأمام اولادك ، وهم يقرؤا تلك الألفاظ التى أقل وصف لها انها الفاظ بلغت من الانحطاط مبلغا .
الأكثر من ذلك ألم تعلم أن كل شئ ستسأل عنه امام ربك ، وسيحاسبك ربك عنه ( القليل والكثير ، الكبير والصغير ) .
ألم تفكر فى أن الله سبحانه حذرك وقال ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .
ألم تتذكر قوله سبحانه ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
فمالنا بعد قول ربنا ، ام أننا لم نعد نفكر الا فى الدنيا ، ونسينا الآخرة ، بل أصبحت الآخرة شيئا ثانويا وربما تناسى بعضنا أن الآخرة شئ بعيد المنال ، بل كأنها خلقت لغيرنا ، ولم تكن لنا .
مع أننا فى كل يوم ، بل فى كل لحظة نودع أبناء ، ونودع أخوة وأصدقاء كانوا منذ ساعات ، أو أيام بيننا فى كامل قوتهم ، وفى كامل حيويتهم ، ولم يشتكى أحد منهم أى شكوى من مرض او الم ، ومع ذلك ودعناهم ، وأنتقلوا الى جوار ربهم ، ومع ذلك لم نأخذ العظة ، والعبرة منهم ، ولم نقف أمام حالنا ونسأل أنفسنا سؤال واحد ، ماذا لو كان هذا المنشور الذى فيه سباب ، وشتائم ، والفاظ مهينة هو آخر عهد لنا بالدنيا ؟ ، ماذا سيكون موقفنا من سؤال خالقنا عما كتبناه وسطرناه فى صحائفنا ( سواء صحائف دنيتنا ، او صحائفنا التى سطرها الملائكة الموكلين الكاتبين وصعدوا بها الى ربنا ؟ ) .
هل تناسينا أن الموت أقرب الينا من شراك نعالنا ؟
هل تناسينا ان الموت أقرب الينا من حبل وريدنا ؟
وأنا أسأل علام كل ذلك ؟ لدنيا زائلة ؟ ، ام لدنيا زائفة ؟
والأكثر من ذلك تناحر لشئ لانملكه ، ولا لمصلحة تصب فى مصلحتنا.
بل نتناحر لمصالح تكون لغيرنا ، ولا نستفيد منها شئ .
اصبح مجتمع لايفكر بعقله ، بل كل مايشغله هو حب الظهور ، حتى وإن كان ظهورا سلبيا سيئا .
مثل التناحر من أجل شئ يسمى ( الكرة ) ، وشيئا يسمى ( الأهلى والزمالك ) ، بل وأصبح التعصب المقيت لبعض البلهاء الذين لو ارادوا دخول أى نادى ممن يتعصبون من اجلهم ويبيعون آخرتهم من اجلهم ، لو ارادوا الدخول اليهم لطردوا اشر طردة ، بل ربما سلموا للأمن .
فأين رجاحة عقولنا ؟ وأين اخلاقنا ؟ وأين ديننا ؟
والله لو تعصبنا لديننا نصف تعصبنا للكرة لتغير حالنا الى أفضل حال ، ولخرجنا من ضعفنا وانهزاميتنا ، وتبعتنا للغرب مرة وللشرق مرة.
وحقا كما قال عمر بن الخطاب ( نحن قوم اعزنا الله بالاسلام ، فمن ابتغى العزة فى غيره اذله الله )
لم يعزنا الله بالكرة ، ولا بغيرها ، ولكن عزتنا تكمن فى ديننا .
أستقيموا يرحمكم الله.. اليس منكم رجل! رشيد.